العطارة من المهن العتيقة التي وثق بها الكثيرون على مر العصور، والعطارة علم متداول لدى الجميع، إلا أن البعض استغل تلك المهنة في الترويج لبعض الأصناف غير الموجودة إلا في أذهان من أصابهم المس الأرضي أو السحر. أهالي الريف والصعيد هم أكثر من اعتادوا زيارة المشايخ والدجالين، وما أن يصل المريض إلى مغارة الدجال حتى يتمتم له بألفاظ غير مفهومة للإيحاء بأن أمره في يد الجن والعفاريت. وبعض التشخيص الجهنمى للحالة البائسة يكون العلاج في صيدلية العطار وما تحويه من نفائس البخور وأصناف مجرد ذكر اسمها توحى بالغموض و"العفرتة". ويقوم الدجال "الهمام" بسرد أسماء غريبة لأصناف أغرب من مواد العطارة كما يصفها "جمال طه" أحد قدامى العطارين بمنطقة الحسين، قائلاً: أعمل في تلك المهنة من أكثر من 26 عامًا ولكني تعمدت عدم الإتجار في تلك النوعية من البخور والعطارة التي يستغلها بعض الدجالين في النصب على الناس، باسم العلاج من السحر والمس الأرضي وغيرها. وأضاف طه أنه لا أحد ينكر وجود السحر والحسد ولكن علاجه الوحيد موجود في القرآن وليس في البخور أو العطارة ولأنه لا يعترف بتلك النوعية من التجارة قرر عدم إدخالها محل عطارته أيًا كانت المغريات. وقال طه إنه على علم ودراية كاملة بتلك الأنواع التي يستغلها الكثير من الدجالين في الترويج لأنفسهم " وهي الجاوى والفسوخ والساندروس والشٌبه وكُناسة العطار"، وغيرها من الأعشاب باهظة الثمن التي يبدأ سعر الجرام منها من 150 و300 جنيه فما فوق. وأكد طه أن غلو أسعارها يوهم المريض بأن بها الشفاء، مشيرًا إلى أن الكثير من الدجالين يضطرون لطلب أشياء غير موجودة لتعجيز المريض فيوهمونه أن مرضه ميئوس منه. وعن الزئبق الأحمر أو الطقش المغربي أكد طه أنه يعمل في مجال العطارة منذ 26 عامًا ولم ير هذه الأصناف طيلة حياته ولا يعتقد أن أيًا من زملائه قد رآه مما يؤكد أنه خرافة.