"الخيانة" كلمة صعبة، وشعور مؤلم لأي امرأة، فهو طعن في أنوثتها وكرامتها، فالمرأة لا تقبل بالخيانة حتى إن كانت إلكترونية، فهذه آخر ألوان الخيانة، فالعالم الافتراضي الذي اقتحم حياتنا، وفرض آلياته، امتد لحياتنا الخاصة، لتتحول الخيانة أيضا إلى إلكترونية، فالحياة الزوجية وتفاصيلها المملة دفعت كثيرا من الرجال لاستغلال عالم الإنترنت الافتراضي في التنفيس والهروب من ملل الحياة الزوجية، والدخول لغرف الدردشة وإقامة علاقات وأحاديث مع النساء. والرجال لا يعترفون بأن ذلك يعد خيانة، والزوجات لا تسمح بها، وتعتبرها شكلا من أشكال الخيانة، حاولنا تلمس أسبابها الحقيقية ورد فعل الزوجات عند اكتشافها. تؤكد يسرا، متزوجة من خمس سنوات، أن مجرد حديث الرجل مع امرأة غير زوجته لا تربطه بها أي علاقة واضحة والتطرق في الحديث لأمور خارجة هي خيانة سواء في العالم الافتراضي أو العالم الواقعي، فالأمر لا يختلف كثيرا. وأضافت: "للأسف اكتشفت خيانة زوجي إلكترونيا، حينما شككت في جلوسه لساعات أمام الكمبيوتر، بل إنه على الرغم من اعتياده النوم مبكرا أصبح يعتاد السهر يوما بعد يوم، وهنا بدأت مراقبته، والدخول على حساباته الإلكترونية، فاكتشفت أنه على علاقة بامرأة أخرى منذ أكثر من عام، وعندما واجهته رد بكل برود إنها مجرد امرأة يجهل حتى اسمها الحقيقي، أو قد تكون رجلا، وأنه فقط ينفس معها، ويهرب بالحديث معها من روتين الحياة، فتركت له البيت، حتى قطع علاقته بالكمبيوتر كله". أما ولاء فتقول: "عمل زوجي كمبرمج يفرض عليه الجلوس أمام الكمبيوتر طوال الوقت، ولكني اكتشفت خيانته لي بالمصادفة عندما كان نائما في أحد الأيام، والملل جعلني أفتح جهاز الكمبيوتر الخاص به لأفاجأ بحواراته الجنسية على "فيس بوك" مع كثير من الفتيات وواجهته الأمر، فظل يعتذر، ويبرر الأمر بأنها مجرد دردشات لكسر الملل، وحب استطلاع هذا العالم النسائي الافتراضي، وغيرها من المبررات الواهية غير المقنعة، ولكن وجدتني ما بيدي حيلة من التنازل وتصديق أنه سيقطع علاقاته الإلكترونية، لدرجة أنني لم أعد أحاول التأكد من كلامه". وتتحدث رباب بانفعال قائلة: "الخيانة مهما تغيرت أساليبها هي واحدة، سواء افتراضية أو واقعية، فالرجل عندما يتحدث لامرأة حتى من خلال غرف الدردشة تتحرك مشاعره ورغباته، وطالما أن هذا حدث مع امرأة أخرى غير زوجته، أصبحت خيانة، وهذا ما لم أتقبله على كرامتي عندما اكتشفت علاقات زوجي النسائية على "فيس بوك"، والأمر وصل معي لطلب الطلاق، حتى أكد لي أنه لن يعود لمثل هذه الأساليب الرخيصة في تضييع الوقت والقضاء على الملل". أما الرجال المتهمون بالخيانة الإلكترونية فكان لهم وجهة نظر مختلفة.. فيقول علاء: هذا الأمر لا يعد خيانة فهو مجرد هروب من الواقع المزعج الذي أصبحنا نعيشه بالحديث مع أشخاص لا تربطنا بهم أي صلة، وهنا الحديث يكون بلا ضوابط أو معايير مما يشعرنا بحرية غير تقليدية إلى جانب أنني أمتلك فرصة الهروب مع من أحادثها بضغطة زر، فليست هناك أدنى مسئوليات. ويشاركه في الرأي ممدوح ويقول: إحساس إنك تستطيع قول ما تريده في الوقت الذي تريده وإنهاء الحوار، بل إلغاء الشخصية التي تحادثها بلا أدنى مقدمات أو إرهاق ذهني أو عاطفي في حد ذاته متعة، لكن حب وعواطف وخيانة، كلها أمور من نسج خيال المرأة التي تعشق تضخيم الأمور لتمسك للرجل ذلة.