قرأ البابا تواضروس الثانى عظته، مساء اليوم الأحد، بعد أن قرأ إنجيل عيد الميلاد متى (2:12)، وشاركه الصلاة لفيف من الأساقفة، منهم الأنبا موسى أسقف الشباب، والأنبا أرميا الأسقف العام، والأنبا بطرس أسقف شبين القناطر، والأنبا بطرس رئيس دير بطمس، والأنبا يؤانس أسقف الخدمات. وبدء بتهنئة للجمع بعيد الميلاد المجيد واستقبال العام الجديد، وقال فى هذا الشأن: "نحتفل سويًا بميلاد السيد المسيح، ونتذكر أنه منذ أن خلق الله الإنسان الأول وكانت له السقطة، والخطية، والمعصية، وهذه الخطية تناقلت من جيل إلى جيل؛ لانه عندما تسقط الرأس يسقط كل ما وراءها". وتابع البابا: "هذا ما ذكره داود النبى عندما قال: (بالخطية ولدتنى أمى)، رغم أنه كان قديسًا ونبيًا، لكنه كان محملًا بالخطية التى تأخذ الإنسان بعيدًا عن أصله النورانى". واستطرد: "إن الله عندما اختار أن يخبر أحد بمولد المسيح اختار جماعة من الرعاة الذين كانوا يرعون نعاجهم فى مناطق بعيدة من أورشليم، وهم طائفة مهمشة كانت الدولة لا تعترف بهم فلا تأخذ منهم شهادة أو ستخرج لأحدهم هوية، ولكن الله أراد أن يعلم هؤلاء بعلامة الميلاد لأنهم كانوا رجال أتقياء يعيشون مع الله ولهذا اختارهم للشهادة له". ولفت البابا فى كلمته إلى أن الله لا ينظر إلى الظاهر، لكن يختار حسب القلب، مناشدًا الجميع برفع صلواتهم ووجوههم للسماء ليجدون بشارات سارة وأخبار عظيمة، وقام البابا بالتنبيه على أن الخوف يأتى من الخطية التى تستحوذ على الإنسان وتضعفه، أما الصلاة فهى المخرج من الخوف، مدللًا على حديثه بآيات من الإنجيل، تقول: لا تخف أيها القطيع الصغير لأن آباكم قد سرّ أن يعطيكم الملكوت. وأضاف أنه حسب ما جاء بإنجيل متى البشير: "أنا معكم كل الأيام وإلى انقضاء الدهر"، فالرب يملأ حياتكم أفراحًا؛ والإنسان فى احتياج له ومن يتناسى السماء ويهتم بالمال يعش فى هموم، ولابد من أن يعطى وقتًا لله، مشيرًا إلى أن رسالة الفرح ليست شخصية ولكنها جماعية؛ لأن المسيح لم يأت لينقل الفرح لليهود فقط أو غيرهم، وإنما لكل شعوب العالم. واختتم البابا عظته بالدعاة لمصر، وحث الجميع على الصلاة من أجل الوطن المحبوب الذى نعشق ترابه وهواه وأرضه ونيله ونفتخر به، فيما طالب الكل برفع صلاة من أجل المسئولين وكل من فى موقع السلطة أن يعطيه الله حكمة إدارة شئون البلاد والعباد.