عقدت شعبة الهندسة المدنية بالنقابة العامة للمهندسين برئاسة المهندس أحمد رمزي، ندوة تحت عنوان "الحزام وطريق الحرير" بحضور الدكتور عصام شرف، رئيس مجلس الوزراء الأسبق، المهندس محمود حجازي، وكيل النقابة، والمهندس محمود مغاوري، الأمين العام، والمهندس مؤمن شفيق، أمين صندوق النقابة ومقرر لجنة الإعلام، والمهندس محمد ناصر، رئيس المكتب الفني وعضو مجلس الأعلى للنقابة، والمهندس هشام أبو سنة، رئيس نقابة المهندسين الفرعية بالقاهرة، وأعضاء شعبة الهندسة المدنية. وبدأت الندوة بكلمة المهندس أحمد رمزي، الذي أوضح أن الشعبة تحاول قدر المستطاع عمل فاعلية شهريا، مشيرا إلى أنه خلال الفترة السابقة ناقشت الشعبة قانون التصالح في مخالفات البناء، على أن تكون فاعلية الشهر المقبل عن المشروعات القومية بمصر، فيما سيشهد شهر نوفمبر الاحتفال بيوم المهندس المدني. من جانبه رحب المهندس محمود مغاوري بالدكتور عصام شرف، مبديا سعادته بوجوده في بيته نقابة المهندسين، مقدما الشكر لشعبة الهندسة المدنية على تنظيم مثل تلك الندوات لإثراء العلم ونقل الخبرة إلى جيل المهندسين من الشباب. فيما أشار المهندس محمود حجازي إلى أن الدكتور عصام شرف لم يكتف بما قام به في العمل السياسي الذي كلف به والذي رأى أن موقف مصر والعالم سيتحسن أذا لاقت مبادرة طريق الحرير الاهتمام الكاف حيث إن 0،1 % من العالم فقط من يتابعون هذه المبادرة. كما بدأ الدكتور عصام شرف حديثه: إنه يحلم بعالم جديد وعولمة جديدة وحوكمة عالمية جديدة، عولمة رحيمة تحل محل العولمة الشرسة الأنانية، عولمة لا تطيح بالآخر الضعيف بل تؤمن به، متابعا: "نحلم بعالم أكثر ازدهارًا يحل التعاون به محل الهيمنة، ولن يتم ذلك إلا بوجود تكتل يؤمن بالقضية ويستمد قوته من الشعوب وفقًا لآلية للتغيير تعتمد على التواصل والتجانس". وأكد على أن المبادرة تعمل تحت مفهوم مجتمع المصير المشترك وهو مفهوم قديم في الحضارة الصينية والحضارات القديمة، وهو ليس مقترحا، ولكن أصبح سياسة دول. وأوضح أن كلا الطريقين القديم والجديد حدث بهما تبادل للبضائع والثقافات واللغات والمعتقدات والمعارف ويتوافقان في التواصل والتناغم فهما نفس المفاهيم ولكن بتقنيات مختلفة، ولكن الطريق الجديد يتميز بفكرة التنمية المشتركة. وشدد رئيس الوزراء الأسبق على أن طريق الحرير يختصر المسافة لأكثر من 40% ما بين القارات التي يمر بها، وأن مصر تستطيع أن تلعب دورا كبيرا في لم شمل دول أفريقية كثيرة تحت مبادرة الحزام. وأوضح أن مصر لعبت دورًا مهمًا في طريق الحرير القديم، ومع ظهور مبادرة طريق الحرير الجديد ستتمكن من استعادة قوة التجارة البينية مع الصين، مشيرًا إلى أن طريق الحرير الجديد سيتحقق من خلاله مشاريع عملاقة في البنية الأساسية والطاقة والمعلوماتية والتصنيع والمناطق الاقتصادية وبيئة السكن والثقافة. وتابع: تعد أهداف التنمية المستدامة خطة للأمم المتحدة لتحقيق مستقبل أفضل وأكثر استدامة للجميع والتصدي للتحديات العالمية، وتتضمن أهداف التنمية المستدامة 17 هدفًا، أبرزها القضاء على الفقر، القضاء على الجوع، الصحة الجيدة والتعليم الجيد، المساواة بين الجنسين، المياه النظيفة والنظافة الصحية، الطاقة النظيفة، التنمية الاقتصادية، الصناعة والابتكار، الحفاظ على المناخ، تحقيق السلام والعدل، وأن مبادرة الحزام وطريق الحرير، التي اقترحها الرئيس شي جين بينج في العام 2013 تهدف إلى بناء شبكة تجارة وبنى تحتية تربط قارات آسيا وأوروبا وأفريقيا، على طول طرق الحرير القديمة. وقال: إن مبادرة الحزام والطريق تقوم على خمسة أسس، أولها "التنسيق بين السياسات"، موضحًا أن ذلك يعني أنه لا يمكن إقامة مشروعات تشمل عدة دول بدون التنسيق بين سياسات هذه الدول حول المشروعات المطروحة، خاصة أن مشروعات كثيرة ضمن المبادرة هي عابرة للحدود. وأضاف أن المبادرة تقوم أيضا على التواصل والربط بين الدول باعتبار البنية الأساسية هي واجهة التنمية. وأشار إلى أن الأساس الثالث، هو التجارة العالمية والاستثمار، منوهًا بأن تنفيذ المشروعات يتطلب تمويلًا، مشيرًا إلى أن المبادرة قطعت أشواطًا كبيرة في كل ذلك. أما الأساس الرابع فيتعلق ب"التكامل التمويلي" من خلال عدم استئثار الصين بتمويل المشروعات وإنما التعاون مع مؤسسات التمويل الدولية المختلفة مثل البنك الدولي وغيره. كما أوضح شرف أن حوار الشعوب هو الأساس الخامس للمبادرة، وهو ما لا يعني الاتجاه لخلق ثقافة واحدة، كما هو الحال بالنسبة للعولمة القائمة على فرض الثقافة، ولكن تغليب قاعدة إنسانية واحدة وثقافات متعددة والعمل على خلق حوار الثقافات فيما بينها. واستكمل حديثه قائلا: إن هذه الأسس الخمس تحقق أهداف التنمية المستدامة، وهو ما يعني باختصار شديد أن هناك مبادرة تهدف للتنمية الاقتصادية والاجتماعية دون المساس بالشأن البيئي من أجل رفاهية العالم. واستعرض شرف بعض المشاريع منها ممرات التنمية والتي تجمع كل المقومات في محور مثل الممر الاقتصادي بين الصين وباكستان والذي أضاف حتى الآن نحو 2% إلى إجمالي الناتج المحلي لباكستان، وكذلك خط السكة الحديد بين الصين وأوروبا الذي يمر بمئة مدينة في 16 دولة أوروبية. وفى ختام الندوة أهدى كل من المهندس محمود حجازي والمهندس محمود مغاوري والمهندس مؤمن شفيق والمهندس أحمد رمزي درع النقابة للدكتور عصام شرف تقديرا له.