تحت عنوان "مصر: الفوضى والشك في مشرحة القاهرة".. سعت هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" لرصد الواقع الذي تعيشه مشرحة زينهم بالقاهرة في ظل الأحداث المتوالية التي تمر بها البلاد وحالات الوفيات التي تزايدت منذ أحداث الثورة وقلة الإمكانيات، والاتهامات التي توجه للأطباء في المشرحة بمحاولة إخفاء الأسباب الحقيقة لوفاة الكثير من الأشخاص لتبرئة الشرطة، بجانب الفوضى التي تعم المؤسسة. وقالت الهئية: إن هناك الكثير من الاتهامات للمسئولين بمشرحة زينهم في القاهرة بالتواطؤ مع الشرطة بتغيير الأسباب الحقيقة لوفاة بعض الأشخاص الذين يلقون حتفهم برصاص الداخلية في محاولة لتبرئتها من تهمة إطلاق النار على المتظاهرين. وأضافت: إن حالات الوفاة التي تحدث في مصر حاليا غالبا ما تكون مسيسة حيث يقول نشطاء إنه يتم التلاعب بتقرير تشريح الجثة للتغطية على وحشية الشرطة. وضربت الهئية مثالا بحالة سيدة تدعى "أمل عباس" كانت تبحث عن جثة ابنها التي تقول إن المشرحة أخفته حتى تتغير معالمه لإخفاء السبب الحقيقي للوفاة التي كانت ناتجة عن رصاص الشرطة، حيث ذهب محمد للاحتجاج ضد الحكومة وأصبح في عداد المفقودين أواخر يناير الماضي. وأضوحت إن المشرحة ظلت تنكر وجوده لمدة شهر، حتى استدعت عمه وعرضت عليه الولد وأخبرته أنه أصيب برصاصة بين عينيه، وتصر أمل أن ابنها كان ضحية عملية تستر من جانب الشرطة ومسئولي المشرحة. وتساءلت "لماذا لم يظهروا جثة ابني وكذبوا لمدة شهر كامل؟ طلبنا محمد مرارا وتكرارا، لكنهم قالوا ليس لدينا شيء.. حتى الموتى ضاعت حقوقهم". إلا أن الهيئة نقلت عن الموظفين داخل المشرحة نفيهم لهذه الاتهامات، محملين قلة الإمكانات والفوضى التي يعملون فيها المسئولية حيث أنهم يعملون بإمكانات ضعيفة وأكثر من طاقتهم، مشيرين إلى أن أزمة الميزانية التي تواجه حكومة الرئيس مرسي يعني تقديم القليل من المال للاستثمار في الطب الشرعي أو المشارح في الوقت الراهن، فالموظفين يشكون من أنهم يدفعون ثمن القفازات وحتى المواد الكيميائية من جيوبهم.