أثار قرار الدكتور طلعت عفيفى - وزير الأوقاف - باستبعاد عدد من السلفيين الذين يتهمهم الإخوان بأنهم يهاجمون الرئيس محمد مرسى وتعيين بعض من المحسوبين على الجماعة فى المناصب القيادية بالوزارة ، حالة غضب لدى الأئمة دفعتهم إلى تنظيم مظاهرة حاشدة أمام ديوان عام الوزارة للمطالبة بإلغاء القرار . تصرف عفيفى اثار أيضا تكهنات حول نية الوزارة إقصاء أكثر من 30 ألف إمام وخطيب من السلفيين من المساجد والزوايا، ولعل هذا ما أكدته «الأوقاف» عبر تهديد المتحدث الإعلامى لها الشيخ سلامة عبد القوى بسحب تراخيص الخطابة من الرموز السلفية، وذلك بعد خروجها عن تأييد مرسى ودعم سياساته . وكان عفيفى قد قرر عدم التجديد لقيادات الوزارة، إلا بعد خضوعهم لاختبارات جديدة تعقد بديوان عام الوزارة، وتشكل لجنة لاختيار القيادات برئاسته ولعل أبرز القيادات التى رفض التجديد لها هو الشيخ سيد عبود مدير أوقاف بنى سويف، والشيخ صفوت نظير وكيل مديرية أوقاف القاهرة. وخلال هذه الاختبارات التى امتدت لأكثر من أربعة أسابيع، تقدم خلالها عشرات الائمة الراغبين فى تولى هذه المناصب القيادية، وتم تعيين القيادات المحسوبة على جماعة الإخوان المسلمين مثل محمد إبراهيم حسن مديرا لمديرية أوقاف بنى سويف، جدير بالذكر أن القيادات الجديدة لم تحمل تعيين أحد من الشخصيات أو الرموز السلفية. وقال الشيخ محمد البسطويسى نقيب الدعاة ورئيس النقابة المستقلة للدعاة والآئمة، إن تهديد وزارة الأوقاف بسحب تراخيص الخطابة من الدعاة السلفيين احتكار للدعوة لصالح جماعة الإخوان. وأضاف البسطويسى أن النقابة سترفض سحب تراخيص الخطابة من السلفيين، مؤكدا أن تهديد الوزارة يعد أمرا غير مقبول، وأن آئمة ودعاة الوزارة سيطالبون بإقالة عفيفي، إذا ما تم استبعاد السلفيين، فإنه يفتح الباب على مصراعيه إلى أخونة منابر المساجد، وذلك فى إطار إجراء غسيل مخ للمواطنين، وذلك لاستغلال الدعوة فى خدمة سياسات الإخوان، والترويج لها، وذلك بعد تضاعف الأزمات الاجتماعية والصحية التى تفاقمت خلال الفترة الأخيرة الماضية، والتى أثارت غضبا واسعا على المستوى الشعبى . فيما عبر الشيخ صبرى عبادة وكيل وزارة الأوقاف، أن مكتب الإرشاد بجماعة الإخوان المسلمين، بدأ يتمكن بشكل قوى من مفاصل وزارة الأوقاف، خاصة بعد التعيينات الجديدة التى اعتمدها الدكتور عفيفى مؤخرا، بتعيين محمد الصغير مديرا لشئون البر بالأوقاف، وإبراهيم رمضان عطية مديرا لأوقاف القاهرة، مضيفا أن السلفيين هم من يغازلون الإخوان من خلال وجودهم القوى فى الشارع، فضلا عن سيطرتهم على عشرات الآلاف من المساجد، وتمكنهم من تشكيل الوعى لدى الجمهور، وما يمثلوه من خطوة على استمرار بقاء حكم الرئيس مرسى وجماعته، لذلك كان القرار بمنعهم من الخطابة . مضيفا أن القرار من شأنه تدمير الدعوة، وغياب وسطيتها الأزهرية، وأن الإخوان يسيئون للإسلام والمسلمين.