أكد الاتحاد الأفريقى أن برلمانات 27 دولة أقرت اتفاقية التجارة الحرة القارية الأفريقية التي أطلقت رسميا أمس، خلال القمة الاستثنائية الأفريقية التي تختتم أعمالها اليوم بنيامي عاصمة النيجر. وقال الاتحاد الأفريقى، إن إجمالى الدول الموقعة على اتفاقية التجارة الحرة القارية الأفريقية بلغ 54 بعد توقيع نيجيريا وبنين أمس خلال الجلسة الافتتاحية للقمة الاستثنائية بنيامي. وأشار الاتحاد إلى أن الأدوات التشغيلية لاتفاقية التجارة الحرة القارية تشمل شهادة المنشأ، ومنتدى التفاوض الإلكتروني ورصد وإلغاء الحواجز غير الجمركية، ونظام الدفع الإلكتروني، ومرصد التجارة الأفريقي. وتابع الاتحاد الأفريقى: "إن منطقة التجارة الحرة القارية الأفريقية ستعد الأكبر على المستوى العالمي منذ إنشاء منظمة التجارة العالمية"، منوها بأن المنطقة تضم حاليا 2. 1 مليار شخص ومن المتوقع زيادة عدد مستهلكيها إلى 5. 2 مليار شخص بحلول عام 2050. وفي ذات السياق وافق زعماء ورؤساء حكومات الدول المشاركة بقمة نيامي على اختيار غانا لاستضافة مقر سكرتارية اتفاقية التجارة الحرة القارية الأفريقية. وكان رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقى موسى فقى محمد، قد أشاد بالإطلاق الرسمي لمنطقة التجارة الحرة القارية الأفريقية ووصفها بأنها لحظة تاريخية في تاريخ القارة السمراء. وترأس الرئيس عبد الفتاح السيسي أعمال القمة الاستثنائية للاتحاد الأفريقي المخصصة لاتفاقية التجارة الحرة القارية، وذلك بنيامي عاصمة النيجر. وأكد السفير بسام راضي، المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، أن القمة الاستثنائية كانت محط أنظار واهتمام كافة دول القارة والمجتمع الدولي بأسره، حيث شهدت إطلاق منطقة التجارة الحرة الأفريقية القارية بعد استكمال عدد التصديقات اللازم لدخول الاتفاقية حيز النفاذ، والتي تعد إحدى أهم أولويات الرئاسة المصرية الحالية للاتحاد، بالنظر إلى أهميتها كعلامة فارقة في مسيرة التكامل الاقتصادي في القارة، وكونها ستنشئ أكبر منطقة تجارة حرة في العالم من حيث الحجم. وأضاف الرئيس خلال القمة أن تحقيق التكامل الإنتاجى والصناعى بين دول القارة يتطلب المزيد من الجهد والمثابرة لتحرير التجارة في السلع والخدمات وتوفير الضمانات التجارية اللازمة وخلق البيئة الاستثمارية المواتية، وذلك لتحقيق أهداف الاتفاقية الطموحة وتلبية التطلعات المشروعة للشعوب الأفريقية في التنمية والتقدم والرقى. كما شدد الرئيس على أن الارتقاء بشبكة البنية التحتية الأفريقية أمر لابد منه لنجاح الاتفاقية باعتباره ضرورة حتمية لأية تجربة ناجحة للتكامل الإقليمى، وذلك لتسهيل انسياب حركة السلع والخدمات والاتصالات والبيانات والأفراد، مما يساهم في تخفيض تكلفة التجارة والاستثمار، وتحفيز المزيد من النمو، والنهوض بمستوى معيشة المواطن الأفريقى. وأضاف السفير بسام راضي أن قمة نيامي شهدت قيام رؤساء الدول والحكومات الأفارقة بالتباحث حول التصور الخاص بالمرحلة التنفيذية والتشغيلية لاتفاقية التجارة الحرة القارية، وذلك بهدف تعزيز التجارة البينية وإزالة الحواجز والمعوقات الجمركية وغير الجمركية، فضلًا عن استعراض التقدم المحرز في المفاوضات التجارية التكميلية بهدف إصدار التوجيهات اللازمة للتغلب على المعوقات التي تواجه مسار تحقيق أهداف الاتفاقية. كما شارك الرئيس خلال القمة في إزاحة الستار عن اللوحة التذكارية التي سيتم نقلها لاحقًا إلى مدخل مقر سكرتارية اتفاقية التجارة الحرة، فضلًا عن اضطلاعه بإطلاق عدد من الأدوات التشغيلية لمنطقة التجارة الحرة القارية الأفريقية، وهما قواعد المنشأ ونظام المقاصة والمدفوعات الإلكترونية على وجه التحديد، واللذين من شأنهما تعزيز التجارة العابرة للحدود بين دول القارة.