تحل اليوم السبت ذكرى ميلاد الفنان محمود قابيل، الذي ولد في 8 ديسمبر عام 1946. ويعد محمود قابيل واحدًا من عمالقة الدراما والسينما المصرية، رغم كونه لم يكن متصدرًا لشباك التذاكر كالنجم الأول في الأعمال الفنية التي شارك به، ولكنه ما من عمل شارك به إلا وترك بصمة واضحة بقيت عالقة في أذهان جمهوره ومتابعيه، منها شخصية الدكتور أنور، خلال مسلسل «ضبط وإحضار»، الذي تدور أحداثه حول طبيب يحكم عليه بالإعدام بعد اتهامه في جريمة فيقوم بالهرب لمحاولة إثبات براءته. شارك الفنان محمود قابيل خلال مشواره الفني، في أكثر من 100 عمل فنى متنوع، ما بين السينما والتليفزيون والمسرح. بدأ محمود قابيل حياته في القوات المسلحة، بعد تخرجه في الكلية الحربية عام 1964، وشارك في حرب 1967، من خلال العمل بوحدات الاستطلاع خلف خطوط العدو، وكان ضمن مجموعة ساهمت في جمع المعلومات التي على أساسها وضعت خطة تحطيم خط بارليف، كما شارك في حرب الاستنزاف وأصيب عدة مرات أثناء العمليات الحربية ومنعته الإصابة من المشاركة في حرب 6 أكتوبر. بدأ محمود قابيل مشواره الفنى بالمشاركة في فيلم العصفور مع صلاح قابيل ومحسنة توفيق عام 1972، ثم شارك في أفلام عجايب يا زمن، الحب تحت المطر، كفانى يا قلب، كلهم في النار، القاضى والجلاد والملاعين. وعن تحوله من الحياة العسكرية، إلى الفنية، يروي ذلك محمود قابيل من خلال أحد لقاءاته الصحفية قائلًا: «بداية معرفتي بالمخرج يوسف شاهين كانت في صيف 1962، حيث كنت وقتها أعيد المرحلة الأخيرة في الثانوية العامة بسبب رسوبي في مادة اللغة العربية». وتابع: «كنت أحلم بدخول الكلية الحربية وقدمت أوراقي بها بالفعل دون معرفة أسرتي، وخلال أحد الأيام كنت بمنطقة العجمى بالإسكندرية، والتقيت هناك الفنانين فاتن حمامة وأحمد رمزي وصالح سليم، والمخرج يوسف شاهين، الذي كان غريبا عن المجموعة المعتاد لقاؤها، ونظر لي بشدة، فسألت من هو وعلمت أنه المخرج يوسف شاهين حيث كنت معجبا بدوره في فيلم باب الحديد». وواصل حديثه: «في اليوم الثاني التقيت مساعد يوسف شاهين سمير نصري وطلبت منه مقابلة شاهين، ومن هنا كانت بداية معرفتي به، حيث وجهني لمعهد السينما وطلب منى أن أدرس به، لكنني كنت في حيرة بين الالتحاق بمعهد السينما أو الدراسة بالكلية الحربية، واخترت الأخيرة». وبعد إصابة محمود قابيل في حرب الاستنزاف انتقل للعيش في منطقة العجمي، ليفاجأ بشاهين الذي عانقه وطلب منه أن يروي تفاصيل ما جرى في حرب 1967، موضحا أنه بعد عدة سنوات ترك الجيش واتجه للسينما، وكان السبب وراء ذلك هو يوسف شاهين. وشهدت حياة محمود قابيل نقطة تحول جديدة، وذلك بعد أن تعرض للهجوم بعد السفر إلى إسرائيل بعد اتفاقية كامب ديفيد، وذلك يرجع لامتلاكه وقتها مع شريك شركة للسياحة، وهى الشركة التي حصلت على وكالة أول خط طيران بين القاهرة وتل أبيب عقب التوقيع على اتفاقية السلام، وسافر قابيل مع شريكه إلى تل أبيب لتدشين الخط الجوى، وعند عودته علم أن إذاعة مونت كارلو أذاعت أسماء من سافروا إلى إسرائيل وكان محمود قابيل من ضمنهم كونه في «قائمة سوداء». وبعد عودته وعلى الرغم من اتفاقه على تقديم أكثر من عمل سينمائي، اعتذر له المنتجون بسبب رفض الموزع العربي لأفلامه، ليقرر بعدها السفر إلى الولاياتالمتحدة لدى شقيقه والعمل بالتجارة، لقرابة ال12 عامًا، ليعود بعدها إلى القاهرة؛ لاستئناف نشاطه الفني، بفيلم لحم رخيص، ثم فيلم ضربة جزاء عام 1995، لتبدأ سلسلة من الأعمال كان أبزرها هوانم جاردن سيتى، عيش الغراب، القلب يخطئ أحيانًا، دانتيلا، جنون الحياة وكوكب الشرق وضبط وإحضار، وغيرها من الأعمال. وفي عام 2003 اختارته منظمة الأممالمتحدة للطفولة "يونيسيف" لتولى منصب سفير النوايا الحسنة بمنطقة الشرق الأوسط، نظرًا لمجهوداته في رعاية الأطفال ودعم حملات مكافحة الأمراض ومناهضة منع الفتيات من التعليم، واعتبر هذا التكليف أهم إنجاز في حياته.