مهما تكن صدمة الشعوب العربية والأفريقية من خروج منتخباتها مبكرًا من الأدوار الأولى، فإن صدمة المصريين كانت أكبر جراء خروج فريقهم صفر اليدين، متربعًا على ذيل القائمة في المركز قبل الأخير.. وهذا وإن كان مؤسفًا لكنه كان متوقعًا ونهاية طبيعية ومنطقية لاتحاد كرة فاشل لا يهم أعضاؤه سوى مصلحتهم الشخصية، ونجوم هشة لم تَسِل لأحدهم دمعة حزن بعد ذلك التدهور الذي أصاب أداءهم من مباراة لأخرى، باستثناء اللاعب الخلوق محمد صلاح، بل كان أعظم همهم جمع الأموال، فاقدين روح الحماس في المباريات الثلاث التي خاضوها، وبدا تركيزهم مشتتًا وجهدهم مبعثرًا.. وصدق كوبر مديرهم الفنى حين قال: " إنه استلم فريقًا هشًا" لكنه لم يقل لنا إنه تركه أيضًا أكثر هشاشة مما استلمه. ولا يمكن أن نحمل كوبر وحده مسئولية ما جرى من إخفاق، رغم ما نملكه من لاعبين لهم صولات وجولات في الدوريات الأوروبية؛ فالإخفاق هنا هو ابن منظومة رياضية فاسدة وخربة، ومن ورائها إعلام رياضى خادع وكاذب لحد التطرف؛ فهو إما مؤيد لدرجة النفاق والتطبيل عند النصر، وإما ناقم لحد التطاول والتجريح عند الهزيمة؛ خاليًا من أي تحليل موضوعى محايد أو نافع. لم يكن اتحادنا القومى على مستوى الحدث، حتى وهو يغادر المونديال جالبًا معه مرارة الفشل، فلم يطرف لأعضائه جفن، واكتفى باعتذار صورى دون أن يتخذ قرارًا رادعًا يعاقب به من أخطأ، وكان حريًا به التماسًا للإصلاح وتكفيرًا لخطاياه أن يقدم طواعية استقالته غير مأسوف عليه، بعد فشله الذريع حتى في حصاد تعادل يتيم يبتعد به عن شبح الخروج المهين.