الجندي: تقبل الدعاء في ليلة القدر مرتبط بالطاعة في شعبان (فيديو) في كل ليلة فردية في العشر الأواخر من رمضان يجتهد المسلمون في شتى بقاع الأرض في العبادة؛ من أجل بلوغ "ليلة القدر"؛ لما فيها من ثواب عظيم، أعده الله- سبحانه وتعالى- لعباده، كما أخبر بها النبي- صلى الله عليه وسلم. واقتضت حكمة الله أن لا تعلم ليلة القدر في رمضان؛ ليجتهد الصائم في طلبها، خاصة في العشر الأواخر منه، ويوقظ أهله، كما كان يفعل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم؛ أملًا في أن توافقه ليلة القدر، التي قال الله تعالى فيها: ﴿لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ﴾، فتكون حظه من الدنيا، وينال رضا الله في دنياه وفي آخرته؛ لذلك أخفى الله ليلة القدر في أيام شهر رمضان؛ حثًّا للصائمين على مضاعفة العمل في رمضان، وقد كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم يجتهد في طلبها في العشر الأواخر من رمضان. واختلف الفقهاء في تعيينها، ونظرًا للخلاف القائم بين العلماء ينبغي على المسلم ألا يتوانى في طلبها في الوتر من العشر الأواخر، وقد ورد في فضل إحيائها أحاديث، منها ما رواه البخاري ومسلم عن أبى هريرة رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «مَنْ قَامَ لَيْلَةَ الْقَدْرِ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ». أما بالنسبة للدعاء المأثور إذا أكرم الله المسلم بهذه الليلة، فعن عائشة رضي الله عنها، قالت: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَرَأَيْتَ إِنْ وَافَقْتُ لَيْلَةَ الْقَدْرِ، بِمَ أَدْعُو؟ قَالَ: «قُولِي: اللَّهُمَّ إِنَّكَ عَفُوٌّ تُحِبُّ الْعَفْوَ فَاعْفُ عَنِّي».