أكد الدكتور سعيد شلبي أستاذ الباطنة والكبد بالمركز القومي للبحوث أنه مع تزامن بدء شهر رمضان المبارك مع الموجة الحارة التي تتعرض لها البلاد اليوم وتستمر لعدة أيام، يتطلب من الصائم مراعاة بعض الأشياء تجنبا للمخاطر الصحية التي قد يتعرض لها نتيجة لتلك الظروف البيئية وارتفاع درجات الحرارة عن المعتاد. وقال شلبي إنه يجب على الصائم في هذا الجو الحار أن يقوم بتأخير السحور وتناول السكريات والسوائل بكثرة في هذه الوجبة، حيث إن حرارة الجو بطبيعة الحال سوف تزيد من العرق، مما يعنى فقد كميات كبيرة من السوائل لا يمكن تعويضها إلا بعد الإفطار. وأوضح أنه بالنسبة لإكثار السكريات في السحور فهذا يأتي من خلال تناول التمر والعصائر، فمن المعروف أن مائة جرام من التمر تعطى 300 سعر حراري، مضيفا أنه يجب كذلك تبكير الإفطار مع البدء بالسوائل مثل اللبن ومنقوع البلح أو الكركديه أو التمر هندى أو العرقسوس أو الدوم المنقوع ، حيث إن هذه المشروبات تعطى مصدر سكريات سريعة للجسم مع مراعاة أن تكون المشروبات باردة وليست مثلجة، لأن الأخيرة تؤدى إلى انقباض المعدة وبالتالى لا تقبل إلا القليل من الطعام، مؤكدا أن السكريات يجب ألا تكون شديدة؛ فالسوائل متوسطة السكر مثل الدوم غير المحلى تكون مناسبة أكثر. وأشار إلى أهمية تناول الأسماك المشوية والفول؛ نظرا لاحتوائها على حمض الفوليك، الذي يزيد من قوة التركيز وترك الحلويات كالكنافة والقطايف لما بعد الإفطار بساعتين على الأقل لأنها تنبه البنكرياس في جسم الإنسان لافراز الانسولين بكمية كبيرة مما يعرض الشخص لانخفاض السكر. وحذر شلبي الصائمين من التعرض للشمس المباشرة وخاصة مرضى القلب وارتفاع ضغط الدم، وذلك حتى لا يفقد الجسم قدرا كبيرا من الماء؛ يعرض الجسم للجفاف وجلطات الدم..مشددا على مريض القلب بضرورة شرب سوائل كثيرة في السحور وبعد الإفطار، وذلك لتعويض الفاقد من المياه أما بالنسبة لمرضى ارتفاع ضغط الدم فيجب عليهم تجنب المخللات والأطعمة الدسمة فالجسم في الجو الحار لا يحتاج إلى أطعمة دسمة أو طاقة شديدة؛ لأن هذه الطاقة الزائدة عن الحاجة والناتجة عن هذه الأطعمة تؤدى إلى زيادة الكوليسترول في الدم، مما يترتب عليه من تصلب للشرايين وغيره من الأمراض. وأوضح الدكتور سعيد شلبي أنه بالنسبة للأصحاء يمكنهم، في هذا الجو الحار، تناول قدرا بسيطا من الأغذية المالحة مثل بضع زيتونات في السحور أو قليل من الجبن المالح أو المخللات كمصدر لتعويض الملح المفقود أثناء التعرق.