سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
"إخوان سوريا" تفتح النار على "مرسى".. بيان للجماعة: الدم السورى أغلى من المجاملات.. ومبادرة الرئاسة المصرية لم تكن بمشورة مع المعارضة.. وتصريحات الرئيس فى "موسكو" مؤلمة
"الإخوان تتفكك من الداخل وحلم التنظيم الدولى بدأ فى الانهيار" هذا ما تؤكده الأحداث المتلاحقة إذ شنت جماعة الإخوان المسلمين بسوريا هجوما حادا على الرئيس محمد مرسى متهمة إياه باستخدام الدم السورى كمادة للمجاملات أثناء زيارته الأخيرة للعاصمة الروسية موسكو. الجماعة السورية التى تتبع التنظيم الأم بمصر قالت فى بيان اليوم الثلاثاء إن المبادرة الرباعية التى دعا إليها الرئيس محمد مرسى لمناقشة الأوضاع فى سوريا والتى تضم "مصر وإيران والسعودية وتركيا" لم تكن بمشورة ولا بتنسيق مع المعارضة السورية ولا مع أى فصيل من فصائلها بما فيها جماعة الإخوان المسلمين فى سوريا، وأضافت أن "مبادرة مرسى افتقرت منذ لحظة انطلاقها إلى التقييم العملى للدور الإيرانى السعودية إلى عدم التجاوب معها". وتضمن نص البيان ما يلى: "مع تسارع الأحداث فى سياق الثورة السورية المباركة، تتوجه جماعة الإخوان المسلمين فى سوريا بهذا البيان لأبناء الشعب السورى، ولأبناء الأمة العربية والإسلامية، ولأحرار العالم فى كل مكان توضيحا للحقائق، وتحديدا للمواقف، وتحميلا للمسئوليات". وأضاف "لقد خرجت الثورة السورية، بما آلت إليه، عن كونها حدثا داخليا يتشاغل البعض عنه تحت عنوان رفض التدخل فى الشئون الداخلية إذ إنه وبعد إعلان إيران وحزب الله رسميا الحرب على الشعب السورى، ومشاركتهما الفعلية فى مشروع ذبح أطفال سوريا وانتهاك حرمات نسائها لم يعد للصمت والتشاغل تفسير، إلا أنه اشتراك غير مباشر فى الجريمة النكراء". وواصل: "لقد شن العدو الصهيونى، صباح الأحد الخامس من مايو 2013، عدوانا جديدا على الأرض السورية، وعلى الشعب السورى، فلم يلق هذا العدوان من الزمرة التى تتذرع بالمقاومة والممانعة، صدّا ولا ردّا"، مضيفا "جماعتنا فى الوقت الذى تستنكر وتدين أى عدوان خارجى تعلن استنكارها وإدانتها الكاملة لموقف هذه الزمرة التى استمرأت التخاذل عن الدفاع عن أرض الوطن منذ عقود". واستطرد البيان: "إن المجازر التى ينفذها بشار الأسد وزمرته بمشاركة مباشرة من جنود حزب الله، وأتباع الولى الفقيه، أصبحت خبرا يوميا يعيشه شعبنا، إن مجازر بانياس والبيضة والقصير والرقة وكل شبر من الأرض السورية، بكل ما فيها من توحّش وقسوة، وما يترافق معها من إعدامات ميدانية وذبح للأطفال بالسكاكين؛ تعتبرُ حربَ إبادة جماعية، وعمليات تطهير طائفى، تخوضها عصابات منظمة مدجّجة بالسلاح، فى ظلّ صمت دولى وإقليمى وعربى". وأوضح: "تؤكد جماعتنا أن حديث المجازر فى سوريا اليوم، لم يعد تجدى معه الإدانة والاستنكار، والتفرّج على الدم السورى يُسفكُ أمام أعين القريب والبعيد، إننا فى الوقت الذى نحمّل فيه المجتمع الدولى المسئولية التى يفرضها القانون الدولى عن حماية المدنيين الأبرياء فى سورية، نؤكّد أن هذه المسئولية لا تتوقف عند حماية الشعب السورى من (السلاح الكيميائى) ثم إطلاق يد المجرم ليقتل ويدمّر بكل أنواع الأسلحة التقليدية". وتابع: "إن ما بدا من تردّد دولى فى شأن وقائع استخدام السلاح الكيميائى، بعثت فى نفوس أبناء الشعب السورى المزيد من القلق، والمزيد من الشكوك، فى أن القوى الدولية متواطئة على دمه وعلى مستقبله". وأضاف: "شكرنا للدول المضيفة على استقبالها اللاجئين السوريين وإيوائهم، وتقديم العون الكريم لهم لا يمنعنا من القول: إن مواقف الأشقاء العرب والمسلمين على المستويين الرسمى والشعبى لم ترق إلى المستوى الذى يفرضه حق النصرة، كما تفرضه أخوة الإسلام، فى ضوء التدخل الإيرانى وتوابعه ضدّ الشعب السورى". وواصل: "مع إدراكنا العملى لاستحقاقات ملف اللاجئين بأبعاده الاقتصادية والاجتماعية والأمنية، وتأكيد شكرنا لكلّ الدول المضيفة، نعلن من موقعنا الوطنى، استعدادنا مع القوى الوطنية، للمشاركة فى تحمّل المسئولية الإنسانية والاجتماعية، وحلّ المشكلات الناشئة عن حالة اللجوء بتبعاتها على الأفراد والتجمعات. كما نطالب المنظمات الإنسانية ذات الصلة بتحمل مسئولياتها تجاه هؤلاء الضحايا الأبرياء الذين لم يخرجهم من ديارهم إلا تقاعسُ المجتمع الدولى عن حمايتهم". وأوضح: "لقد أعلنت جماعتنا منذ الأيام الأولى للثورة التحامها مع مشروع الثورة فى بعدها الوطنى ورفضت كلّ جيل الثورة، محاصرة الثورة فى أى خندق من خنادق الطائفية أو الفئوية أو الأيديولوجية. لقد أرادها شعبنا ثورة وطنية، تنشد العدل والحرية والكرامة، لكل أبناء المجتمع السورى، ولقد كان موقفنا دائما دعم هذا التوجه الوطنى، والتمسك به كخيار وطنى رشيد". وأكد البيان أن "محاولات الولىّ الفقيه فى طهران، وحزب الله فى لبنان، وزمرة المالكى فى العراق، جرّ الأمة إلى مستنقع الصراع الطائفى، سيؤدّى بالمنطقة إلى صراع مجتمعى مفتوح على الشر والكراهية"، مضيفا: "ننبه قيادات الأمة ونخبها، إلى خطورة المشروع الإيرانى ببعديْه (المذهبى والقومى) وإلى ضرورة مواجهته بمشروع مركزى مبصر، لا يغفل عن الخطر، ولا يقع فى حباله الطائفية". وشدد على حرص "الجماعة على أن تكون عنصرا إيجابيا داعما ومنفتحا، على كل القوى والشخصيات الوطنية، بمختلف توجهاتها، إيمانا منها بأن الاستحقاق الوطنى الراهن يتقدم على أى صراع أو تنافس على أجندات وبرامج، ويمكن أن يكون محلها فى الغد الآتى، بعد أن يستردّ الإنسان السورى حريته وكرامته". واستطرد: "ندرك أبعاد الهجمة المنظمة والمضادّة التى يشنّها على جماعتنا عملاء بشار الأسد، والمتخوّفون على مصالحهم الشخصية والفئوية، وبعض الجهات الطائفية والإقليمية والدولية، بكل ما فيها من زيف وافتراء ونؤكّدُ أنها لن تؤثر فى صلابة موقفنا، ولن تحرفنا عن سياستنا فى تمسّكنا بدورنا الوطنى الفعال، فى مؤسسات المعارضة الوطنية. وسنعوّل دائما على وعى أبناء شعبنا فى تمحيص الحقائق، وإعمال المنهج العقلى والعلمى فى تلقى الأخبار والحكم على جهد الناس. إن صمت الترفع الذى نتمسّك به حيال هذه الهجمة هو الرسالة الحقيقية التى نريد لكل العقلاء من أبناء شعبنا أن يقرءوها بهدوء وروية". وأكدت الجماعة "التمسّك بالثوابت الوطنية التى نادى بها شعبنا وعلى رأسها وحدة الأرض السورية وقطع الطريق على كل مشاريع وأحاديث التفتيت والتقسيم، تحت أى عنوان أو ذريعة، وأن سوريا دولة مدنية حديثة تعدّدية تشاركية، بلا استئثار ولا إقصاء ولا دكتاتورية، لا أقلية ولا أكثرية بغير مفهوم الأكثرية السياسية الديمقراطية". وشدد على الدعم الإيجابى المفتوح لكلّ تشكيلات العمل الوطنى وهيئاته، ودعم المجلس الوطنى السورى، والائتلاف الوطنى لقوى الثورة والمعارضة، بوصفه الممثل لإرادة الأكثرية من قوى الثورة والمعارضة، والحرص على توسيع أطره، وتطوير أدائه، وتفعيل دوره ودعم كل الشخصيات والمؤسسات والهيئات الممثلة له، والمنبثقة عنه، بما فيها الحكومة المؤقتة المنتخَبة التى ستنال موافقته، ووحدة صف المعارضة".. وحول الموقف من الحلول السياسية قالت الجماعة: إن إحساسنا بالمسئولية الشرعية والوطنية، عن دماء شعبنا وتضحيات شهدائنا، من قضى منهم ومن ينتظر يدفعنا دائما وبكل الجدّية والمصداقية والإخلاص، أن نحرص على الوصول إلى الحل السياسى، الذى يوفر التضحيات ويحقق التطلعات. وأوضح: "رؤيتنا لأى حلّ سياسى تقوم على ركيزتين أساسيتين: الأولى استبعاد بشار الأسد وزمرته، لاسيّما العسكرية والأمنية، من أى مكانة أو دور فى معادلة سورية المستقبلية. والثانية أن الحوار الوطنى حول انتقال السلطة، ينبغى أن يدور بين كلّ القوى المجتمعية، على طاولة وطنية مستديرة". وأشارت إلى أن "كفّ يد الإجرام عن الحياة السورية، وعزلها عن مواقع السلطة والتأثير، وتمكين قوى الثورة والجيش الحرّ من التصدّى لها، وتغيير ميزان القوى لصالحها هو المدخل العملى للحل السياسى وللحوار الوطنى المنشود. حوار تتساوى فيه جميع الأطراف، وتلتقى لتحقيق أهداف الثورة الواضحة، فى رسم صورة سورية المستقبل، دولة مدنية ديمقراطية لكلّ أبنائها". وحول الموقف من التطرّف والإرهاب أكد البيان أن "سياسات التخلّى عن الألم السورى، وعن الحلم السورى، هى المغذيات الأولى للنزوع إلى التطرف. وأن الشعب السورى بخلفيته الحضارية، وبروحه الوسطية، وبتعاون المخلصين من أبنائه، سيكون الأقدرَ على احتواء أى نزوع متطرّف، بالحوار الهادئ المؤسّس على الموضوعية العلمية والشرعية. كما أن القوى الوطنية المتعاونة ستأخذ على عاتقها بكل وعى وجدية، لجم أخطار فوضى السلاح، التى لا يجوز الاستهانة بها كما لا يجوز تضخميها". ولفت إلى أن "المبالغة والتهويل فى التخوّف والتخويف، من قوى إرهابية يمكن أن تتسرّب إلى الأرض السورية، هو انغماس فى مشروع النظام، الذى جعل من الحرب على الإرهاب على مدى عقود، ذريعة يمارس من خلالها أبشع أنواع الإرهاب". وحول الموقف المصرى والمبادرة المصرية قال البيان: "إننا مع شكرنا وتقديرنا لدور الشقيقة مصر فى استقبال اللاجئين السوريين، وحسن ضيافتها لهم، نؤكد أن مبادرة الرئاسة المصرية لم تكن بمشورة ولا بتنسيق مع المعارضة السورية، ولا مع أى فصيل من فصائلها، بما فيها جماعتنا. لقد افتقرت هذه المبادرة منذ لحظة إطلاقها، إلى التقويم العملى للدور الإيرانى، فيما يجرى على شعبنا، ولعل هذا ما حدا بالأشقاء فى العربية السعودية مشكورين، إلى عدم التجاوب معها". وأضاف: لقد كان مؤلما لأبناء شعبنا، ما سمعوه من تصريحات للرئيس المصرى محمد مرسى فى موسكو. إنّ الدم السورى أغلى وأقدس من أن يكون مادة للمجاملات البروتوكولية والدبلوماسية، إنّ أبناء الشعب السورى بمن فيهم أبناء جماعتنا، ينتظرون تفسيرا لهذه التصريحات، ويتساءلون بحرقة: أين هو موقف الرئيس مرسى فى موسكو اليوم، أو يوم استقبل أحمدى نجاد فى القاهرة، من تصريحه الواضح فى قمة مكة، أو فى قمة طهران يوم عمد الزائغون إلى تزوير خطابه؟ واختتم البيان :"يفتقد المستضعفون فى سوريا، وفى كلّ بلد تدبّ فيه قدم الفتنة الإيرانية، مكانة مصر الشقيقة الكبرى، ودور الشعب المصرى العظيم".