فيديو نادر لبرنامج «حكاوي القهاوي» مع سامية الإتربي في مجلة كلام الناس عام 1998، وفى لقاء مع المذيعة سامية الإتربى حول مشوارها في التليفزيون قالت فيه: «برنامج حكاوى القهاوى هو البرنامج الذي لخص تجربتى في التليفزيون، وهذا البرنامج يحتاج إلى دراسة اجتماعية وفسيولوجية لأنه يحمل الكثير من قيم الشعب المصرى، وهى قيم كامنة في الأعماق ولا تظهر للعين المجردة. مثلا التقيت مجموعة من الفنانات الشعبيات البسطاء الذين يسمونهن في الحوارى باسم "العوالم"، ويسمونهن في القرى والكفور "الغوازى" وسيرة هؤلاء العوالم ليست فوق مستوى الشبهات، بل إن الناس تضرب بهم المثل في كل ماهو سوقى وسيئ. لكنى وجدت غير ذلك تماما، وجدت عالما كاملا يموج بالبشر، فيه من المآسى أكثر مما فيه من الأفراح.. رغم أنهم يبيعون السعادة للناس. إن العوالم كانوا طبقة من الهوانم في عصر مضى، صحيح أنهن لم يعدن كذلك الآن، ولكن المؤكد أن فيهن بعدا إنسانيا لا يعرفه الناس. لقد التقيت واحدا من هؤلاء الذين يعملون مع العوالم.. يقال عنه "صبى عالمة" أو الصهبجى أو شيء من هذا القبيل، كان يعمل مع زوبة الكلوباتية..التي استمدت هذا الاسم من وضع الإضاءة فوق رأسها وهى ترقص. ومن العجيب أن الرجل كان يتحدث عن قيم وأخلاقيات الست زوبة بشيء فيه كثير من الإعجاب والتقدير، لأنها كانت تعلم من يعملون معها كيف يحافظون على كرامتهم في الأفراح، وكيف يجب أن يكون كل من حولها ممن يتمتعون بعفة النفس والزهد والأدب والحياء الجميل. كانت تمنع رجالها ونساءها من أن يتناول الواحد منهم حتى كوب الشاى، فضلا عن أن يتعشى في الفرح، حتى إنها كانت تبالغ فتمنع مساعديها من أن يتناول شربة ماء. باختصار يجب أن يكون الشخص كريم النفس، وبعد الفرح كانت زوبة الكلوباتية تعطى الواحد من هؤلاء أجره كاملا ثم مبلغا آخر مقابل الشاى والقهوة التي لم يشربها في الفرح مع المعازيم. فهل يصدق أحد أن العوالم بهذه الأخلاقيات وهل يصدق أحد أن العوالم هوانم بدون مبالغة. والنماذج من هذا النوع بالعشرات إن لم يكن بالمئات والألوف.. بدءا من تلك الفتاة الصحراوية الأمية التي وجدتها تصنع عفش بيتها لأنها ستتزوج رغم أنها في الرابعة عشرة من عمرها وانتهاء بالمزيكاتى الذي يتعامل مع نفسه ومع الناس على أنه فنان حقيقى رغم أنه يعيش باحثا عن الرزق يوما بيوم.