"جيهان منصور" مذيعة من طراز خاص، لها وجهة نظر فى السياسة الإعلامية، وما ينبغى أن يكون عليه الإعلام الحر، تختلف كثيرًا عن غيرها، تعترف بعدم حياديتها، وتصف من يقبل العمل مستشارًا للرئيس ب "الطرطور"، وتؤكد أن صلاح عبد المقصود هو أسوأ وزير إعلام فى تاريخ مصر، وقضايا أخرى ناقشناها معها فى سياق هذا الحوار: - "حياد الإعلامى فى هذه الظروف خيانة وهروب من الواقع".. تلك الكلمات تمثل رأيك فى الأداء الإعلامى.. فلماذا تنحازين؟ كيف يكون الإعلامى محايدًا وهو يرى الشهداء يتساقطون، وعندما أرى "زوار الفجر" قد عادوا مرة أخرى لإلقاء القبض على شباب الثورة، وفى ذات الوقت يتم الإفراج عن رموز النظام السابق، وعندما يتم تعذيب شباب الثورة ويعذَّبون حتى الموت مثل محمد الجندى، كيف يصمت إعلامى أمام استشهاد محمد الجندى؟.. الحياد الذى تعلمناه إعلاميًّا يمكن أن يحدث تجاه رأى سياسى وليس تجاه مجازر، ولدى قناعة بأن الكاميرا هى عين المشاهد فى الشارع، وإذا كان موقع الحدث فى المقطم أمام مكتب الإرشاد، والداخلية تقف هناك لتحمى مكتب الإرشاد وتضرب الإعلاميين وتكسر سياراتهم، كيف أكون محايدة مع حدث كهذا؟ كيف أحايد وأصمت فى وقت أصبح الضيوف يُمنعون فيه بناء على الهوية؟ الزيات يدخل والدكتور عزازى على عزازى يُمنع من الدخول، فى وضع كهذا لا يمكن أن يكون الإعلام محايدًا. - ما السبب فى وصول مصر إلى هذا الوضع؟ المواطن المصرى الآن مهدد بانتمائه السياسى والأيدولوجى، ومنذ زمن كان للمواطن المصرى كل الحقوق والحريات لمجرد تمتعه بالمواطنة، لكننا الآن نعيش فى حالة انتقاء سياسى، إذ يتم التحيز للشخص تبعًا لانتمائه السياسى، وهو وضع غير صحى؛ لأن المواطنة هى الأساس، ونحن لن نكون أبدًا مثل لبنان بتقسيمها السياسى؛ الجنوب شيعى والوسط سنى؛ لأن هذا سوف يجرنا إلى حرب أهلية. - هل تتوقعين أن تحدث فى مصر حرب أهلية؟ أثق فى المواطن المصرى، وعلى يقين أنه لن يخوض حربًا أهلية، ولكنى أتوقع وبقوة محاولات لضرب الجيش بميليشيات مسلحة تنتمى لفصيل سياسى إسلامى، وأرى بوضوح نهجًا للقضاء على مؤسسات الدولة. - كيف تقرئين المشهد السياسى الآن؟ أرى أن الإخوان يطبقون خطة معينة، فقد بدأوا بالإعلام والصحافة لترويع الإعلاميين من خلال محاصرة مدينة الإنتاج، ومنع دخول العاملين والضيوف، وتكميم الأفواه بالقوة ولىّ الذراع، كما حاولوا القضاء على الإعلام الحر لعجزهم عن تقديم إعلام مماثل، فإعلامنا إعلام ناجح وحر، ولدينا مصداقية، ولأنهم فشلوا فى مقاومتنا فقد حاولوا بشكل آخر بالترويع والتهديد، ثم اتجهوا إلى القضاء الذى يتعرض حاليا لأكبر ضربة شرسة، والخطة الأخيرة لديهم هى الجيش المصرى. - كيف ترين استقالة المستشار القانونى للرئيس "سابقًا" محمد فؤاد جاد الله، وأثرها على الصورة الذهنية للرئاسة ومدى فشلها؟ كان هناك عشرة مستشارين ومساعدين للرئيس، أصبحوا الآن اثنين فقط، ألا يتساءل الرئيس لماذا خلت المناصب من حوله؟ ألا يقف مع نفسه لحظة ويقول: ما الخطأ الذى وقعت فيه؟ خصوصًا أن الثمانية مستشارين توجهاتهم مختلفة، منهم إسلاميون مثل المستشار أحمد مكى "اللى عمل خده مداس"، إلا أنه اكتشف مؤخرًا خطورة الموقف؛ لأنهم لو مرّروا قانون السلطة القضائية فى عهده فسوف يلفظه القضاة، أيضا استقال المستشار فؤاد جاد الله، وقدم سبعة أسباب لاستقالته. -هل تتوقعين قبول أحد لتلك المناصب الشاغرة؟ لن يقبل أحد العمل فى هذه المناصب، فلا يوجد شخص محترم يقبل العمل (طرطور) فى قصر الرئاسة، فنائب الرئيس (محمود مكى) لم يكن يعلم بالإعلان الدستورى، وهو سياسى محنك، كما أن المستشار فؤاد جاد الحق قال: إن الرئيس يستشير مكتب الإرشاد، بمعنى أن مكتب الإرشاد هو الذى يحكم، والشعب لم ينتخب مكتب الإرشاد رئيسًا. - استضفتِ منذ فترة الدكتور هشام قنديل؛ رئيس الوزراء.. من خلال نقاشك معه هل هناك أمل فى الإصلاح؟ أعتقد أن هذه الحكومة عليها أن تتقدم باستقالتها، فمنذ أن تولت المسئولية لم تتخذ قرارًا واحدًا صائبًا فى تلك الفترة الحرجة، وليس لديهم حلول أو رؤيا لإخراج مصر من كبوتها السياسية والاقتصادية. -كيف ترين أداء وزير الإعلام؟ هو أسوأ وزير إعلام شهدته مصر على الإطلاق، فوزير الإعلام الذى لا يستطيع التحكم فى أعصابه أثناء حديثه مع الصحفيات هو وزير متحرش، ويكفى أن طلاب كلية الإعلام رفضوا استقباله فى ندوة كان من المقرر عقدها بالكلية منذ أيام، وأخيرًا أقولها: مصر لن تتأخون، ولن يحكمها فصيل سياسى واحد.