سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
فاروق جويدة "الحر" رفض أن يكون "ديكورا" أو يشارك فى صناعة "ديكتاتور".. استقال عقب الإعلان الدستورى.. ساهم فى إثراء المكتبة الثقافية.. وأول المنضمين لحركة "كفاية"
"لن أكون ديكورا.. ولن أشارك فى صنع ديكتاتور جديد"، هكذا قال الشاعر الكبير فاروق جويدة، مستشار الرئيس للشئون الثقافية، عقب خروجه من القصر الرئاسى، وتقديمه الاستقالة من منصبه كمستشار للرئيس فى 24 نوفمبر 2012. وقبلها بيومين استقال جويدة من عضوية الجمعية التأسيسية لكتابة الدستور، قائلا فى نص استقالته: "كنت حريصا على أن أشارك بأى جهد ولو متواضع فى إعداد دستور يليق بنا بعد ثورة أبهرت العالم كله، ولقد شاركت قدر استطاعتى فى جلسات الجمعية التأسيسية وكانت لدى قناعة كاملة أننا قادرون على تجاوز الخلافات والأغراض والمصالح من أجل إعداد الدستور، ولكن للأسف الشديد لقد بدا للجميع أن التوافق الذى كنا نحرص عليه أصبح هدفا بعيد المنال، وأن توحيد الإرادة لكى نتجاوز هذه المحنة أصبح شيئا صعبا إذا لم يكن مستحيلا". هذا هو الشاعر الكبير فاروق جويدة الثابت على مواقفه ومبادئه، كان أول المنضمين لحركة ''كفاية'' الشهيرة فى أوج قوة نظام مبارك، وكتب قصيدته الشهيرة ''ارحل'' فى جمعة الغضب وقت الثورة، قال لمبارك وقتها: ''ارحل كزين العابدين وما نراه أضل منك.. ارحل وحزبك فى يديك.. ارحل فمصر بشعبها وربوعها تدعو عليك''. رحب بانضمامه للفريق الرئاسى، مؤكدا أن الرئيس مرسى لم يكن يصدر قرارات بشكل منفرد، وكان يجتمع بمستشاريه كل واحد فيهم على حسب اختصاصه، ثم يكوّن وجهة نظر بناء عليها يتخذ قراره. حتى جاءت الطامة الكبرى وأعلن الرئيس مرسى الإعلان الدستورى، الذى كان السبب فى أزمة مصر، وأوضح جويدة أنه علم به كغيره من وسائل الإعلام، قائلا: "قدّمت استقالتى انتصارا لقيم الديمقراطية، وشعورى بأننى لا أنتمى لهذه المنظومة الفكرية والثقافية". أضاف عبر أحاديثه التليفزيونية: "لن أقبل أن أكون ديكورا لأى مشهد من المشاهد لأن هذا وضع لا أقبله لنفسى ولن أقبل أن أشارك فى أى شىء يتجاوز حدود الحرية". وأضاف: هذا إعلان لا يرقى لتطلّعات الشعب، ولا يتناسب مع متطلّبات الثورة، وعلى الرئيس أن يلغيه فورا، لأن مواد الإعلان الدستورى تصنع ديكتاتورا جديدا، الأساس فى بناء مؤسسات الدولة هو التوازن بين السلطات الثلاث الرئيسية، التنفيذية والتشريعية والقضائية، وإذا طغت سلطة على الأخرى تختل المعادلة، والرئيس مرسى لديه السلطة التنفيذية، وأضاف إليها السلطة التشريعية، لحين انتخاب مجلس شعب بشكل استثنائى، وبالإعلان الدستورى فهو يطغى على السلطة القضائية، ويتحوّل إلى ديكتاتور وهذا ما لا يقبله أحد. وعبر عن رأيه فيما يحدث فى مصر قائلا: "أمام الرئيس محمد مرسى خياران لا ثالث لهما، إما أن يكون رئيسا لكل المصريين، أو أن يكون رئيسا لجماعة الإخوان المسلمين، وفى الاختيار الأول لا بد أن يعيد الرئيس جسور الثقة التى انهارت بينه وبين طوائف الشعب المصرى، وفى الاختيار الثانى على الرئيس أن يدفع ثمنا باهظا لتفكيك دولة بكل مؤسساتها، ومن الظلم له ولنا أن يكون بقاء الجماعة فى السلطة على إطلال وطن. يذكر أن الأديب والشاعر فاروق جويدة ولد فى 10 فبراير 1946 بمحافظة كفر الشيخ، وعاش طفولته فى محافظة البحيرة، تخرج فى كلية الآداب قسم الصحافة عام 1968، وبدأ حياته العملية محررا بالقسم الاقتصادى بجريدة الأهرام، ثم سكرتيرا لتحرير الأهرام، وهو حاليا رئيس القسم الثقافى بالأهرام. نظم كثيرا من ألوان الشعر ابتداء بالقصيدة العمودية وانتهاء بالمسرح الشعرى، وقدم للمكتبة العربية 20 كتابا من بينها 13 مجموعة شعرية حملت تجربة لها خصوصيتها، وقدم للمسرح الشعرى 3 مسرحيات حققت نجاحا كبيرا فى عدد من المهرجانات المسرحية هى: الوزير العاشق ودماء على ستار الكعبة والخديوى. ترجمت بعض قصائده ومسرحياته إلى عدة لغات عالمية منها الإنجليزية والفرنسية والصينية واليوغوسلافية، وتناول أعماله الإبداعية عدد من الرسائل الجامعية فى الجامعات المصرية والعربية.