الدكتور سمير مرقص هو مفكر سياسى مصرى، عيّنه محمد مرسى رئيس جمهورية مصر العربية يوم 27 أغسطس 2012 مساعدًا له لملف "التحول الديمقراطى"، وكان مرقص أول مسيحى يتولى منصب مساعد رئيس الجمهورية المصرى. وأسند لمرقص قبل عام من ذلك التعيين منصب نائب محافظ القاهرة للمنطقة الشمالية، وفى أول حوار له عند توليه منصب مساعد الرئيس، ذكر أنه يجب التعامل مع جماعة الإخوان المسلمين فى مصر على أنهم "واقع"، ودعاهم فى نفس الوقت إلى عدم إقصاء أى جماعة وطنية، وأن يعلموا أن "مصر لا تبنى بلون واحد". لكن فى يوم 23 نوفمبر 2012 استقال مرقص احتجاجا على الإعلان الدستورى المكمل، كما أنه كان قد انتُخب عضوا فى لجنة صياغة الدستور الجديد إلا أنه استقال منها احتجاجا على تشكيلها. وجاءت استقال سمير مرقص كمساعد للرئيس وجميع مستشارى الرئيس المستقلين (سكينة فؤاد - سيف الدين عبد الفتاح - عمرو الليثى - فاروق جويدة - محمد عصمت سيف الدولة) من مؤسسة الرئاسة احتجاجا على صدور الإعلان الدستورى، ولعدم الاستماع إليهم وتجاهلهم. كشف الدكتور سمير مرقص- فى تصريحات صحفية- أنه اتخذ قراره بالاستقالة لأن الرئيس ومسئولى مؤسسة الرئاسة لم يستشيروه فى أى شيء بخصوص تلك القرارات ولم يبلغوه بها قبل صدورها، مؤكدا أنه علم بها من التليفزيون وفوجئ بها مثله مثل أى مواطن. وقد قبل مرقص منصبه كمساعد للرئيس للتحول الديمقراطى كى يكون له دور ومشاركة فى عملية التحول الديمقراطى بالبلاد -حسبما كان يؤكد- وحدث تجاهله وعدم استشارته بالمخالفة للملف الذى يتولاه، ولا يوجد به أى ديمقراطية ويمثل عودة للوراء. وجاء فى استقالته التى كتبها بتاريخ 23 نوفمبر: "إننى فوجئت بهذا الإعلان الدستورى والقرارات اللاحقة، حيث لم استشر بشأنه مطلقا، مما يعكس إشكالية حقيقية حول جدوى الفريق الرئاسى الذى وصفت فكرته بأنها تعبر عن روح 25 يناير، متى فُعّل دوره، وأنها تنقل مصر من الرئيس الأب / الفرعون إلى الرئيس المؤسسة، وهو ما يتوافق مع ما ثار من أجله المصريون ونجحوا إثره فى إسقاط الحاكم، وكان بداية لتحول سياسى إلى مرحلة جديدة تنتقل فيها مصر إلى نظام ديمقراطى على المستويين السياسى والاجتماعى. وتابع مرقص ما كتبه فى الاستقالة قائلا: "على الرغم من أننا عملنا فى ظروف صعبة منها تأخر تسلم مكان لمدة شهر وغياب الكثير من الإمكانيات، إلا أننا اجتهدنا فى التعاطى مع الموقع بالجدية اللازمة يحدونا الأمل فى أن نشارك فى بناء الجمهورية الثانية، الجمهورية الجديدة العادلة التى لا تعرف التمييز أو الإقصاء بين مصرى وآخر لأى سبب من الأسباب، خاصة أن التركة ثقيلة وأصعب من أن يحملها فصيل واحد". وأدرج باستقالته: "إن ما جرى لا يؤمّن تحولا ديمقراطيا حقيقيا ولا يوفر المناخ المطلوب لحضور وطنى تام يضمن بناء مصر الجديدة الديمقراطية العادلة، بل يفتح بابا على المجهول، من ملامحه التعرض للسلطة القضائية أحد مقومات ومنطلقات التحول الديمقراطى بحسب الكثير من الخبرات، الأمر الذى قد يؤثر على طبيعة الدولة المصرية الحديثة، يحدث هذا فى ظل توترات إقليمية حرجة تشير إلى تغييرٍ قَلِق فى المنطقة، وبناء على ما سبق أرجو التكرم بإعفائى من المهمة كمساعد لسيادتكم متمنيا لمصرنا السلامة والتقدم، وللمواطنين المصريين ما يستحقونه من خير وحرية وكرامة". الدكتور سمير مرقص عبد المسيح، ولد فى 15 سبتمبر عام 1959، متزوج، وكان يعمل كخبير تنموى فى هيئات تنموية متعددة، وهو باحث وكاتب فى الشأن السياسى ومفكر وحاصل على بكالوريوس الكميياء الحيوية، وحصل على دبلوما الأكاديمية النرويجية للآداب وحرية التعبير من النرويج، وهو خبير تنموى، تخطيط وتقييم المشروعات، له 4 مؤلفات مرجعية والعديد من البحوث والدراسات.