تعبير غريب نسمعه بين وقت وآخر.. دون أن يسأل أحد ماذا يعنى، وما هى قيمة هذه الهدايا.. ولولا أن الرئيس السابق اعترف بأنه حصل على 18 مليون جنيه «قيمة هدايا الأهرام» وقام بإعادتها إلى خزانة الأهرام.. ربما لم يعرف بها أحد!. أياً كان الأمر «لقد كانت إدارة الأهرام - فى الزمن البائد - تكلف مكتب باريس بشراء هذه الهدايا - ولم يكن فى مقدور أعضاء المكتب أن يقولوا «لا».. لأن إدارة الأهرام.. سرها باتع وتستطيع أن تفعل أى شىء ضد المكتب برمته. واعترف أن الجميع كان يهمس متسائلاً: لماذا بقى رئيس الأهرام سنوات طويلة فى مكانه رغم أنه تجاوز السن القانونية؟ وكانت الإجابة المعلنة: أن قرار المد من رئيس الجمهورية مباشرة موجود فى درج المكتب.. يستطيع أن يعلنه على الناس وقتما يريد!!. أما الإجابة غير المعلنة فهى أن رئيس الجمهورية السابق قد سكت طويلا عن رئاسة الأهرام.. لأنه قد قبض الثمن فى شكل هدايا كانت تشترى من باريس رأساً.. وكانت إدارة المكتب تكلف شخصا من خارج المكتب كان قريبا من أحد رجال الأزهر - بأن يتولى عملية الإرسال. وفوجئنا ذات يوم بأن هذا المواطن - الذى ما زال يعمل فى باريس مقاولاً حتى الآن - يحمل شهادة مكتوبا عليها أنه يعمل صحفياً.. وكان الرجل - والحق أقول - سعيداً بذلك وكان يبدى استعداداً جامحًا لتقديم جميع الخدمات وقد أثار هذا الأمر بعض أفراد الجالية المصرية.. إذ كيف يتحول شخص يعمل مقاولا إلي صحفي. ليس خافياً أن هذا التصرف كان ينال من سمعة مكتب باريس لكن ما باليد حيلة! ولأن باريس عامرة بالهدايا من أول البارفان وحتى المنسوجات والملابس الجلدية، وموبيليات الفخامة.. فقد كان مكتب باريس يقوم بهذه المهمة.. وقد توليت شخصيا أمرا كهذا.. إذ كان يطلب منى مسئول كبير في الأهرام أن اشترى جهاز راديو وكاسيت للسيارة.. اشتريته على نفقتى الخاصة أكثر من مرة لأشخاص لا أعرفهم ولا يصح أن أسأل.. كما قام الشخص الذى تحدثت عنه وكان من خارج الأهرام بشراء حجرة نوم كاملة مزودة بمرايات في كل الأركان حتى فى السقف.. وتولى مسئولية إرسالها إلى مصر! كما كانت واحدة من السكرتيرات وكن أكثر من واحدة تقوم بشراء البارفانات والأحزمة الجلدية والساعات والمجوهرات وكانت تقول لنا.. لكن أحدا لم يكن فى مقدوره أن يتكلم خوفا على مقعده.. ومستقبل أولاده! وكان فى أسفل المكتب محل شهير للأحذية غالية الثمن، ثم علمت دون التحقيق في ذلك باعتبار أن العهدة على الراوي أن المكتب كان يقوم بشراء كراتين من الأحذية وليس حذاءً واحدا.. وإذا علمنا أن ثمن الحذاء الواحد يقدر براتب شهرين أو ثلاثة.. عرفنا أن ثمن كرتونة أحذية يجعل البدن يقشعر! وقد علمت أن راتب رئيس المكتب هو عشرة آلاف دولار يحصل منها على خمسة آلاف ويترك خمسة أخرى فى البنوك المصرية وبالعملة الأجنبية، وإذا علمنا أن رئاسة المكتب ظلت نحو عشرين سنة دون تغيير.. أدركنا إلى أي حد وفر صاحبنا إياه مبالغ طائلة، هذا ما أخبرني به المسئول المالى للمكاتب الخارجية. ولابد أن أشير إلي نقطة مهمة وهى أن مكتب باريس لم يكن يهتم بالعمل الصحفى وإلا أين الحوارات مع الوزراء الفرنسيين، ورئيس الحكومة ورئيس الدولة.. فى حين كانت جريدة الحياة اللندنية تفعل ذلك. سبب ثاني هو أن إدارة الأهرام كانت تؤكد لى أن مكتب باريس لم ينشأ إلا لتغطية زيارات رئيس الدولة.. أما عدا هذا فلا عمل للمكتب..! وقد حفظت إدارة الأهرام الدرس جيداً.. فطبقت شعار الاستعمار الشهير "فرق تسد" لذلك كانت هناك خلافات دائمة بين أعضاء المكتب إذا سألنا عن أسبابها حتى الآن: فلن نجد! الشيء الثانى كانت إحدى السكرتيرات تكتب تقارير أو تدلي بها شفوياً.. ضد أعضاء المكتب الآخرين. هذا معناه أننا فى مكتب باريس كنا نعيش أجواء حرب أهلية. «أما مكانة الجالية المصرية وعلاقة المكتب بها فستكون موضوع الحلقة القادمة»..