في ظل حالة الركود التي أصابت القطاع العقارى خلال الأشهر القليلة الماضية، جاء شهر رمضان الكريم ليرفع معدلات الركود تلك، لتتراجع معدلات البيع والشراء في بعض الأوقات إلى المربع "صفر". من جانبه قال قال المهندس فتح الله فوزي، رئيس لجنة التشييد والبناء بجمعية رجال الأعمال: عمليات المبيعات والتسويق العقارى للوحدات السكنية، تتوقف تمامًا وتصل المبيعات العقارية في بعض الشركات العقارية إلى الرقم "صفر"، كما أن توقف المشروعات إحدى الأزمات التي تواجه أصحاب الشركات خلال شهر رمضان وتأخذ فترة للعودة من جديد بعد فترة عيد الفطر، وهناك من 70 إلى 80% من المشروعات العقارية والسياحية تتوقف خلال شهر رمضان. وأضاف: كما أن عودة العمالة "الصعايدة" إلى محافظاتهم خلال أيام الشهر الكريم تساهم في تفاقم أزمة توقف تنفيذ المشروعات خلال رمضان. في ذات السياق قال المهندس شعبان غانم، رئيس مجلس إدارة مجموعة شركات أرابيان للاستثمار العقارى والسياحي: المبيعات والتسويق العقارى للوحدات السكنية والشاليهات وغيرها تراجعت بشكل كبير خلال شهر رمضان؛ بسبب ضعف القوة الشرائية. "غانم" في سياق حديثه ألمح إلى أن المبيعات العقارية كانت تشهد تراجعًا واضحًا قبل بدء شهر رمضان، وتحديدا خلال الفترة التي شهدت ارتفاع أسعار مواد البناء والتشييد والحديد بعد التعويم وتحرير سعر الصرف. وأضاف: وصول سعر طن الحديد إلى 10.500 آلاف جنيه أدى إلى اشتعال أسعار الوحدات السكنية في المشروعات الكائنة حاليًا سواء في المدن الجديدة أو غيرها، فضلا عن أنه خلق حالة ركود في تنفيذ المشروعات العقارية والسياحية بنسبة لا تقل عن 50% وتراجع عدد المشروعات التي يتم تنفيذها على مدار العام. بدوره اتفق محسن حافظ، الخبير المثمن العقارى مع الرأى السابق في أن حالة الغلاء التي أصابت البلاد الفترة الأخيرة أحد أهم الأسباب الحقيقية في الركود الذي أصاب القطاع العقارى مؤخرا، في ظل أن بعض الشركات العقارية الصغيرة والمتوسطة تعانى ضعفا في السيولة المالية على عكس عدد محدود من الشركات لا يزيد عن 40% من طاقة الشركات العقارية أصحاب رءوس الأموال الكبيرة والتي تخاطب الطبقات الغنية في حين أن هناك آلاف الشركات العقارية المتوسطة التي تنفذ أبراجا سكنية صغيرة في ظل الإمكانيات المادية المتاحة. وأكمل: فترة الركود التي يعانى منها السوق العقارى المصرى في رمضان فترة لا تطول فسرعان ما تعود الأمور إلى نصابها مرة ثانية، لكن لا بد أن نتفق على أن المبيعات الخاصة بالشقق والشراء تراجعت بشكل كبير بعد التعويم وتحرير سعر الصرف، وغلاء العقارات في النهاية من الممكن أن يؤدى إلى عجز في الوحدات السكنية المطلوبة بشكل سنوى تصل إلى نحو 400 ألف وحدة سكنية سنويا طبقا لمعدلات الطلب على شراء العقارات والإقبال على الزواج. من جهته قال إبراهيم عارف، الخبير المثمن العقاري، والشريك الرسمى في مجموعة عارف للاستثمارات العقارية: مبيعات المزادات العلنية الخاصة ببيع الأراضى والعقارات "zero" خلال فترة شهر رمضان، والخبراء المثمنون يأخذون شهر رمضان إجازة لقضاء الفرائض الدينية مثل الحج والعمرة وغيرها، لكن ومن ثم تعود المزادات العلنية للانعقاد وطرح الأراضى مرة أخرى بعد فترة عيد الفطر المبارك ولا تؤثر في عمليات البيع والشراء بالنسبة للوحدات السكنية والأراضى وغالبا ما تعود الانتعاشة مرة أخرى.