أرسلت إلينا دعاء حسن ربة منزل تسأل عن جواز صيام المرأة الحائض حياءً من أهلها وما هي حقيقة الفتوى المنتشرة على مواقع التواصل الاجتماعي بخصوص عدم وجود نص صريح يوجب إفطار المرأة خلال أيام الدورة الشهرية إذا كانت تقوى على الصيام؟ ورد على السؤال الدكتور يسري البدوي، الداعية والخطيب بوزارة الأوقاف قائًلا: "المرأة تأثم إذا صامت حياءً من أهلها خلال أيام الدورة الشهرية، وهذا الصوم لا يسقط عنها قضاء أيام بديلة عن فترة الحيض طالت أو قصرت، والأصل في الشرع هو أن تفطر المرأة حال نزول دم الحيض أو كانت نفساء". وأوضح البدوي أن الفتوى المنتشرة على صفحات ال"فيس بوك" بجواز صيام النساء في رمضان أثناء الحيض شرط القدرة على الصيام، فهذا الأمر مخالف للشرع وهي فتوى مضللة، فهناك عشرات الأدلة التي توضح هذا الأمر ردا على من يقولون بعدم وجود نص صريح يقر هذا الخلاف، فقد ذكر صحيح مسلم كمثال "عن عائشة رضي الله عنها قالت: لقد كنا نحيض عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فنؤمر بقضاء الصوم ولا نؤمر بقضاء الصلاة". وأكد على إجماع الأئمة وعلماء المسلمين فيما يخص تحريم الصوم على الحائض والنفساء، أنه لا يصح صومها، وكون أن بعض العلماء التمس حكمة ضعف الحائض لمنعها من الصوم فهذا لا يعني أنها إذا كانت لا تضعف بالصوم تصوم، فإن المذكور حكمة للحكم، وليس علة يدور معها الحكم وجودًا وعدمًا، ثم هي ظنية فلا يمكن أن تقضي على النصوص الثابتة في الصحيحين بوجوب إفطار الحائض وقضاء أيام بديلة عن فترة الطمث أو النفاس.