القليلون من الدينيين يدركون المعنى الحقيقى لهذا اليوم، الذى قامت به دولة إسرائيل، فى ذلك اليوم بدأت حرب ثقافية لا تتوقف بين العلمانيين والدينيين، الذين كانوا أقلية ذات يوم، لكنهم أصبحوا حاليا قوة مهيمنة بفضل التوزيع السكانى. هذا العام أصبحت معضلة الدينيين أكثر تعقيدا فى ظل حكومة لابيد بينيت التى تخلو منهم، نجح الدينيون من ناحية فى إقامة مركز توراتى دينى فى إسرائيل لم يكن له مثيل منذ أمد بعيد، ومن ناحية أخرى يتضاءل الدعم الذى يحصلون عليه فى الموازنة الإسرائيلية، وهناك شك كبير فى أن الحكومة ترغب فى تشجيع نمو هذا القسم من الشعب الإسرائيلى. تعتبر إسرائيل أحد الأماكن المزدهرة روحيا ودينيا، غير أن الصراعات حول طابع الدولة وحدود التدخل الدينى تتفاقم، بعد ما كان بالأمس بسيطا وواضحا يتصاعد اليوم ويزداد خطورة غدا، الدينيون متأكدون أنه لا يوجد صهاينة أعظم منهم. كانوا هنا قبل حلم "هرتزل" بإقامة دولة فى أوغندا، هم يعمرون إسرائيل يحبونها ويفضلونها عن سائر الأماكن، نجد الكثيرين من الشباب العلمانى يحبذون مغادرة إسرائيل أو على أقل تقدير يبدون رغبة فى النزوح عنها والبحث عن السعادة والثراء بعيدا عنها، وفى المقابل يتخلى أبناء الدينيين عن مظاهر الترف والأبهة فى الخارج ويقفلون عائدين إلى إسرائيل ليتعلموا التوراة وليشموا عبير الأرض المقدسة. نقلا عن هاآرتس