سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
صفحة جديدة بين القاهرة وبرلين.. السيسي يلتقي وزير الزراعة الألماني.. يبحثان تعزيز العلاقات المشتركة.. يناقشان أبرز القضايا الإقليمية والدولية.. وجهود التنمية الشاملة في مصر على رأس المباحثات
تتمتع مصر وألمانيا بمكانة كبيرة ومهمة، فكل منهما له ثقل سياسي واضح في المحافل الدولية داخل المنطقة الإقليمية والجغرافية التي تنتمي إليها الدولتان، فتعد القاهرة مفتاح الشرق الأوسط ومؤشر استقرار وأمان منطقة الشرق الأوسط، وبرلين هي الرابط لشمال أوروبا بجنوبها وشرقها بغربها وإحدى القوى الاقتصادية الكبرى في العالم، لذلك تتسم العلاقات بين البلدين بالقوة والصداقة، فضلًا عن كون مصر تشهد طفرة إيجابية مؤخرًا بعد تولي الرئيس عبد الفتاح السيسي مقاليد حكم البلاد. وفي إطار العلاقات القوية يلتقي الرئيس عبد الفتاح السيسي، اليوم الثلاثاء، بمقر رئاسة الجمهورية في مصر الجديدة، مع وزير الزراعة الألماني «كريستيان شميت»؛ لبحث سبل تعزيز التعاون بين البلدين في كل المجالات، إضافة إلى القضايا والتحديات الإقليمية ذات الاهتمام المشترك والعمل على تكثيف التنسيق والتشاور بين البلدين حول القضايا ذات الاهتمام المشترك. ويأتى اللقاء في إطار تعدد الزيارات المتبادلة خلال الفترة الماضية ليعكس ما تشهده العلاقات الثنائية بين البلدين من تنامٍ ملحوظ. تعزيز العلاقات ومن المقرر أن يبحث اللقاء تعزيز العلاقات المصرية الألمانية وعددًا من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، وتأكيد اعتزاز مصر بالعلاقات المتميزة التي تربطها بألمانيا، فضلا عن تعزيز العلاقات الثنائية على جميع الأصعدة، ولا سيما على المستويين الاقتصادي والثقافي. ويتناول اللقاء تعزيز جسور التواصل والتفاهم المشترك حول طبيعة التحديات التي تواجه المنطقة وسبل التصدي لها، وتأكيد أهمية تعزيز التعاون والتشاور بين الدولتين بما يسهم في التصدي للتحديات المشتركة، لاسيما في ظل المخاطر الإقليمية والدولية المحيطة، خاصة الإرهاب الدولي بالإضافة إلى استعراض رؤية مصر تجاه التطورات في المنطقة وسبل التعامل مع الأزمات القائمة ومنها أزمة اللاجئين. التنمية وتشهد الجلسة استعراض جهود مصر لتحقيق التنمية الشاملة والحرص على تحقيق التوازن بين إرساء الأمن والاستقرار والحقوق والحريات التي يتعين تنميتها وازدهارها مع تأكيد تقدير ألمانيا دور مصر المركزي بالشرق الأوسط كركيزة أساسية للأمن والاستقرار، فضلا عما تبذله القاهرة من جهود فعالة في مكافحة الإرهاب والتصدي للفكر المتطرف، بجانب جهودها على صعيد التحول الديمقراطي وتحقيق الاستقرار والتنمية الاقتصادية والاجتماعية. العلاقات الدبلوماسية وتعود العلاقات الدبلوماسية بين مصر وألمانيا إلى ديسمبر 1957، كما تربط بين البلدين اهتمامات ومصالح مشتركة ثنائية ودولية منها عملية السلام بالشرق الأوسط والعلاقات بين القاهرة والاتحاد الأوروبي والتعاون الأورومتوسطي. وزار الرئيس السيسي ألمانيا الاتحادية في يونيو 2015، حيث بدأ برنامج زيارته بلقاء الرئيس الألماني يواخيم جاوك في قصر الرئاسة البوليفو، ثم توجه الرئيس السيسي بعدها للقاء المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، في جلسة مباحثات ثنائية شملت الأوضاع في الداخل المصرى، وسبل تعزيز العلاقات بين البلدين، وسبل مكافحة الإرهاب والأوضاع في المنطقة. ميركل وعقب المباحثات عقد الرئيس السيسي والمستشارة الألمانية مؤتمرًا صحفيًا، وبعدها توجه الرئيس إلى مقر إقامته، واستقبل وزير الخارجية فرانك فالتر شتاينماير، وبعد ذلك توجه الرئيس السيسي إلى وزارة الاقتصاد، حيث ألقى كلمة الختام في الملتقى الاقتصادي الألماني المصري، بحضور وزير الاقتصاد ونائب المستشارة زيجمار جابريال، وتم التوقيع على أربع اتفاقيات مهمة مع شركة "سيمنز" الألمانية في مجال الطاقة تخول لمصر بموجبها الحصول على 10 آلاف ميجا وات، والتي توازى ثلث احتياجات مصر من الطاقة، وذلك بحضور وزير التجارة والصناعة منير فخري عبد النور آنذاك ووزيرة التعاون الدولي السابقة نجلاء الأهواني. والتقى الرئيس مع كبار رجال الأعمال الألمان، كما التقى مع فولكر كاودر، زعيم الكتلة البرلمانية لاتحاد الحزب الديمقراطي المسيحي والحزب الاجتماعي المسيحي بالبرلمان الألماني البوندستاج، ومع عدد من البرلمانيين. قمة القاهرة وعقد الرئيس عبد الفتاح السيسي، جلسة مباحثات في الثاني من مارس الماضي بمقر رئاسة الجمهورية بمصر الجديدة مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، كما عقد الجانبان لقاءً مع ممثلي مجتمع الأعمال المصري الألماني أعقبه مؤتمر صحفي مشترك. وتناولت المباحثات المصرية الألمانية دعم العلاقات الثنائية بين البلدين وخاصة الاقتصادية، والعديد من الملفات على رأسها مواجهة الإرهاب والهجرة غير الشرعية والصراع الفلسطيني الإسرائيلي وتعزيز الشراكة الاستراتيجية بين البلدين. واعتبرت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، مصر محور الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط المضطربة، خاصة أنها أقرت اتفاقية سلام مع إسرائيل وسعت إلى الحفاظ على السلام منذ وقت طويل، كما تسعى إلى العمل على إقرار حل الدولتين، وشددت على ضرورة أن يجلس الإسرائيليون والفلسطينيون على طاولة المفاوضات بدعم ومساعدة دول الجوار مثل مصر والأردن. وأكدت "ميركل" أهمية العمل مع مصر من أجل دعم الاستقرار في ليبيا للحد من الهجرة غير الشرعية والاتجار بالبشر، حيث تقوم مصر بدور محوري وأساسي في دعم استقرار ليبيا، كما أن مصر تعمل على استقرار دول الجوار مثل السودان وليبيا. وشهدت المباحثات تعزيز التعاون الاقتصادي ورحبت المستشارة الألمانية بالخطوات الإصلاحية الاقتصادية، كما أعلنت تأييدها ودعمها برنامج صندوق النقد الدولي الشجاع، وكذلك الخطوات الاقتصادية الجريئة التي تتخذها مصر من أجل تحقيق الاستقرار. محطة كهرباء البرلس وافتتح الرئيس السيسي و"ميركل" عبر الفيديو كونفرانس المرحلة الأولى من إنشاء محطة الكهرباء العملاقة التي تقام بمنطقة البرلس شمال كفر الشيخ على الطريق الدولي الساحلي وساحل البحر المتوسط، بتكلفة 2 مليار يورو، وهو ما يعادل 35 مليار جنيه، وتم الانتهاء من التشغيل التجريبي للمرحلة الأولى التي تشمل 4 توربينات غازية بطاقة 1600 ميجاوات، وسيتم الانتهاء من المرحلة الثانية بالمحطة خلال شهر مايو المقبل، وتضم 3 توربينات بطاقة 1200 ميجاوات، كما ستنتهي المرحلة الثالثة والأخيرة من المحطة خلال العام المقبل وتشمل 5 توربينات بطاقة ألفي ميجاوات، وبذلك تبلغ الطاقة الإجمالية للمحطة 4800 ميجاوات. وتقام محطة كهرباء البرلس العملاقة على مساحة 250 فدانًا بتكلفة 2 مليار يورو بطاقة إنتاجية 4800 ميجاوات، كما تعد الأكبر على مستوى الشرق الأوسط إنتاجا للكهرباء، ويتم تجهيزها بأحدث نظم التشغيل العالمية. وتشرف شركة "سيمنز" العالمية على إنشائها في فترة قياسية، حيث تم تقليص زمن الإنشاء من 7 سنوات إلى أقل من 3 سنوات تنفيذًا لتوجيهات الرئيس السيسي بسرعة الانتهاء من المشروعات القومية العملاقة ليشعر المواطنون بثمرة الجهد الكبير المبذول بها. العاصمة الإدارية وافتتح الرئيس السيسي وميركل، المرحلة الأولى من محطة الكهرباء بالعاصمة الإدارية ومحطة بني سويف عن طريق الفيديو كونفرانس، ورحب الرئيس السيسي بزيارة المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل إلى مصر، وأكد أن تلك الزيارة تأتي في إطار ما تشهده العلاقات "المصرية - الألمانية" من زخم متنامٍ في مختلف المجالات، بما يجعل ألمانيا من أهم شركاء مصر بالاتحاد الأوروبي. وأشار الرئيس السيسي إلى حرص مصر على الدفع قدمًا بالتعاون مع ألمانيا على الأصعدة المختلفة، لا سيما التعاون الاقتصادي والتدريب الفني مشيدًا بمساهمة الشركات الألمانية في العديد من المشروعات التنموية الكبرى التي تنفذها مصر حاليًا في مجالات متنوعة. وأوضح أنه تمت مناقشة سبل تعزيز التعاون الاقتصادي والاستثماري بين البلدين، وتعزيز التعاون في مجال مكافحة الإرهاب، بالإضافة إلى التباحث حول التطورات المتعلقة بالقضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.