بنفس السيناريو سيئ السمعة، وبنفس الأسلوب المكرر الممل، والذي تم استخدامه من قبل في تفخيخ وتأميم عدد من الأحزاب، تم استهداف حزب المصريين الأحرار.. يخرج قيادى في الحزب ليخالف كل اللوائح وينقلب على قياداته التاريخية ومؤسسيه الأوائل بمهارة فردية منقطعة النظير في النكران تغلفها رائحة نفاذة لأصحاب الكاب والبدلة الميري، ورد - ولا أسوأ - لجميل من قدموه للمشهد السياسي بعدما كان مجهولًا مُهمَلًا، ليشارك في مهزلة تأميم حزب قدم تجربة نادرة مغايرة واستطاع تحقيق نجاح مدهش منذ اليوم الأول لتأسيسه على يد وعين المهندس نجيب ساويرس، وهو ما أسفر عن حصده أكبر كتلة لحزب سياسي في مجلس النواب. يوم الجمعة الماضى تنادى نفر من جبهة عصام خليل إلى فندق الماسة ليعقدوا ما اسموه مؤتمرًا عامًا للحزب، بدأوه بمنع الصحفيين من الدخول لنقل حقيقة ما يجرى للرأى العام وكأنه مؤتمر سرى يخاف أصحابه من افتضاح ما يحدث وخروجه للعلن، والمثير أن ذلك تم وسط تشديدات أمنية غير اعتيادية بمحيط فندق الماسة. ورغم هذا جاء المؤتمر كاشفًا لمهازل سياسية من العيار الثقيل، فلم يشارك به سوى عدد قليل من أعضاء الحزب لم يتجاوز 400 شخص من إجمالى 100 ألف عضو بالحزب. الأدهى من ذلك أنه ورغم إشراف المستشار إبراهيم قطاطو، رئيس لجنة الانتخابات بالمصريين الأحرار، على عملية التصويت إلا أن التصويت كان جماعيًا داخل لجان الاقتراع التي انقسمت إلى لجان للقاهرة والجيزة وغيرها من المحافظات، كما ظهرت أكثر من ورقة دوارة تضم 50 اسمًا تدعو الأعضاء لانتخاب مرشحين بعينهم، وبدا المستشار قطاطو مرتبكا ويتلعثم في الكلام. كما تجاهل القائمون على عملية الانتخابات استخدام الحبر الفسفوري، وشهدت الانتخابات ترشح عدد من الموظفين بينهم هانى بدر الدين وحسام رأفت. وشهد المؤتمر ألاعيب غريبة ووجه الغرابة هنا أنها داخل نفس الفريق (جبهة عصام خليل)، حيث اكتشف المرشحون للهيئة العليا عن الصعيد عدم وجود أسمائهم وسيطرة التربيطات المسبقة لإقصائهم ما أثار حالة من الغضب العاصف بينهم وكان من أبرز الغاضبين أحمد العناني. واللافت أن المؤتمر شهد أيضًا تغيب العديد من قيادات الحزب ونوابه في البرلمان ومن أبرزهم عاطف مخاليف وإبراهيم عبد الوهاب، فضلًا عن عدم السماح بدخول من لم يتم إدراج أسمائهم في السجلات مسبقًا. أما آخر المهازل التي شهدها هذا المؤتمر السرى فكانت الهجمة الشرسة من المشاركين والتي اجتاحت القاعة بمجرد الإعلان عن افتتاح البوفيه لتكتب نهاية مؤتمر حاول أصحابه فرض أمر واقع بالمخالفة للقانون ولائحة الحزب على طريق تأميم الحزب لصالحهم وربما لصالح جهات مجهولة.