شهد اللواء مجدي عبد الغفّار وزير الداخلية الاحتفال السنوي للكوادر الأمنية الأفريقية بقاعة المؤتمرات بأكاديمية الشرطة بالقاهرة الجديدة، بحضور سامح شكرى وزير الخارجية، والفريق محمود حجازى رئيس أركان حرب القوات المسلحة، وعدد من الكوادر الأفريقية الذين درسوا بأكاديمية الشرطة المصرية. وأعرب أقدم المتدربين عن خالص شكرهم لمصر حكومة وشعبًا، لحسن الاستضافة وما تعلّموه من فنون عسكرية. وأكد عبد الغفار أن أكاديمية الشرطة تعد حصنا للعلم والتدريب مؤكدا حرصه على التطوير المتواصل لعمليتي التعليم والتدريب داخل الأكاديمية من خلال أحدث الوسائل التكنولوجية المتقدمة حتى تكون مقصدا للكوادر الأمنية الأفريقية لصقل مهاراتهم الوظيفية وتنمية قدراتهم الأمنية ترسيخا لمعايير وأواصر الترابط التاريخي الذي تفخر به مصر مع أفريقيا. وفيما يلي نص كلمة وزير الداخلية: "يُسعِدُنِى أن أتقدمَ لحضراتِكُم بأسَّمى معانىِّ الترحيبْ.. وعباراتِ التقديرِ والاحترامْ.. على تشريفِكُمْ مقر أكاديميةِ الشرطةِ المصريةْ.. مهد العلمِ.. ومركزُ الإشعاعِ التدريبىِّ الأمني هذا الصرحُ الأكاديمى الكبيرْ.. الذي يُّعدُ مناره لدراسةِ العلومِ الشرطيةْ.. والتخطيطِ الأمنىّ الإستراتيجىْ.. وهو ما نَحرِصُ على تطويرِهِ وتحديثِ إمكانياتِهِ.. ومواكبةِ كافةِ مستجداتِ العلمِ والتكنوُّلوجيَا الحديثةِ في جميعِ مجالاتِه.. حتى يكونَ دائمًا مقصدًا للكوادرِ الأمنيةِ الأفريقيةِ الشقيقةْ لصقلِ مهاراتِهمْ الوظيفيةِ وتنميةِ قدراتهِم الأمنيةْ ترسيخًا لمعايير وأواصرِ الترابطِ التاريخى.. الذي نفتَخِرُ به معَّ قارتِنا السمراءُ العظيمةْ أفريقيا. يأتى احتَفالُنَا اليومَ لتكريسِ أحدِ الركائزِ الأساسيةِ لسياسةِ مصرَّ الثابتةْ في المجال الأمنىِّ ومواجهةِ الجريمةِ والإرهابْ من خلالِ تعزيزِ علاقات التعاونِ والشراكةِ البناءْة على جميعِ الأصعدةِ الإقليميةِ والدوليةْ خاصةً على الصعيدِ الأفريقى إنطلاقًا من إعتزازِ مصرَّ بإنتمائِها للقارةِ الأفريقيةْ، والإنتسابِ لتُراثِها وتقاليدِها فهدفُنا واحدٌ وهمُومِنَا ومشكلاتِنَا متقاربةْ ومسئولياتِنَا مشتركةْ..فالأمنُ المصرىِّ والأفريقىِّ كلٌ لا يتجزأْ إذ يترسخُ داخلِ الوجدانِ المصرىِ إيمانٌ بشموليَته ووحدةِ القضايا الإفريقيةِ التي جعلتْ من التعاونِ الأمنىِّ الأفريقىْ واقعًا تفرِضَه ضرورةُ التصدى الحاسمُ للتحدياتِ المشتركةْ. إن السياسةَ الأمنيةِ المصريةِ من دافعِ إدراكِها للواقعِ الإفريقى ومتغيراته سعتْ لإنجازِ منظومةٍ تدريبيةٍ أمنيةٍ لتطوير قدراتِ العنصرِ البشرىْ بالعديد من الأجهزةِ الأمنيةِ الأفريقيةِ، ولعلَ في بعضِ الدلالاتِ الرقميةِ ما حقَقتُهُ منظومةُ التدريبِ الأمني الدولى ما يؤكدُ ذلك حيث تَخَرَجَ خلال الفترة من 2015 حتى الآن (1959) متدربًا مثلوا (41) دولةٍ أفريقية ْ إنتظَموُّا في (68) دورةٍ تدريبيةٍ إستهدفتْ تدريبُ الكوادرِ الأمنيةِ الإفريقيهْ،في المجالاتِ الشرطيةِ ذاتَ الإهتمامِ المشتركْ ويأتى في مُقَدِمَتِها (مكافحةُ الإرهابْ والبحثُ الجنائى ومسرح الجريمة ومكافحةُ الجريمةِ المنظمةْ، وتأمينُ منافذِ وحدودِ الدولةْ وحقوقُ الإنسانِ وحمايةِ حقوقِ المرأةْ.. ومكافحةُ جرائمِ المخدراتِ والمؤثراتِ العقليةْ..ومكافحةُ الإتجارِ بالبشرِ والهجرةِ غير الشرعيةْ ). وبهذه المناسبة أتوجَه إلى الأخوةِ والزملاءِ العاملينَ بالأجهزةِ الشرطيةِ في الدول الإفريقيةْ.. برسالةٍ صادقةٍ مؤكدًا من خلالِها.. على أنَ مسيرةَ الشرطةِ المصريةْ.. ستظلُ قابضةً بعونِ من الله على تطلعاتِ المستقبلْ عازمةٌ على تحقيقِ الأمالِ والطموحَاتْ.. في غدٍ أكثرَّ أمنًا وأقلَّ في معدلاتِ الجريمةِ.. ونتطلعُ إلى تعاظمِ أوجهِ التعاونِ الأمنىِّ الإفريقىِّ وتعزيزهِّ.. فمجتمعاتُنَا تُلقى على عاتقِنَا أمانةَ حمايةَ شعوبِنَا ومقدراتِنَا ومستقبلِنَا.. فعدُّونا واحدْ.. وهو كُلَّ مايُهدِدُ أمنَ وإستقرارَ أوطانِناَّ.. سواءً كان جنائيًا أو إرهابيًا. كما أتوجَهَ بتحيةِ تقديرٍ وعرفانْ.. لقواَتِنا المسلحةِ الباسلهْ.. على تعاونِهَا الدائمُ مع أشقائِهم رجالُ الشرطةْ.. لتحقيقِ الأهدافِ الوطنيةِ المشتَركةْ.. وتحيةَ تقدير وإمتنانٍ لوزارةِ الخارجيةِ المصريةْ.. على دعمِها المستمرُ لمنظومةِ التدريبِ الأمني الدوّْلى بأكاديميةِ الشرطةْ. ويُسِعدُنى أن أتقدمَ بخالصِ التهنئةِ للسفراءْ ولكَوادِرَهُم الأمنيةِ الإفريقيةِ على نجاحِهم في الدوراتِ التدريبيةْ.. مع تمنيَاتى لهم بعودةٍ سالمةٍ لأوطانِهم ولتبقى مصرُ دومًا في خاطِرِكُم كسفراءٍ نبلاءٍ لها. وفقكُم اللهُ وسدَدَ خُطَاكُم.. إلى ما فيَّه الخير.. ودعمُ علاقاتِ التعاونِ بينَّ الدولِ والشعوبْ.. من أجلِ سيادةِ القانونْ واحترامِ الشرعيةْ.. وإعلاءِ كلمةِ الحقِ وصونِ العدالةْ. والسلامُ عليكُمْ ورحمةُ اللهِ وبركاتِه