عاود جوليان أسانج؛ مؤسس موقع "ويكيليكس"، نشاطه مرة أخرى، بنشر مزيد من الوثائق المثيرة التى أحرجت الولاياتالمتحدة ورؤساء العالم العربى، حيث قالت عنه وسائل الإعلام مؤخرًا، خاصة صحيفة التايمز البريطانية، أنه تحول إلى شخصية متعجرفة بعدما أصبح مشهورًا. وأضافت صحيفة التايمز: إن "أسانج، الملقب برجل الأسلاك، بدأ يفقد مؤيديه تدريجيًّا، وأنه يجب أن يواجه العدالة فى السويد"، مشيرة إلى أن الناشطة "جميما خان"، والتى كانت من أكثر الداعمين له، هاجمته الفترة الأخيرة ووصفته أيضًا بالمتعجرف خلال لقاء جمعهما. من جهته أكد "أسانج"، مؤسس الموقع، والذى يسكن حاليا فى سفارة الإكوادور بلندن، خلال موقعه، قائلا: "إنه شىء مخزٍ أن يتمكن هو وخمسة أشخاص من أن يكشف للعالم كل تلك المعلومات التى عجزت الصحافة العالمية عن كشف ربعها على مدار عشرات السنين". يشار إلى أن "أسانج" أدرجته الشرطة الدولية "الإنتربول" على لائحة أكثر المطلوبين لدى منظمة الشرطة الدولية، كما تم اعتقاله فى بريطانيا 7 ديسمبر 2010 بموجب مذكرة توقيف دولية صادرة عن القضاء السويدى بتهمة اغتصاب وتحرش جنسى، وهى التهمة التى قال عنها "أسانج": "إنها اتهامات كاذبة تسعى السويد من خلالها إلى ترحيله للولايات المتحدة، ليواجه اتهامات بكشف العديد من الملفات السرية الأمريكية". وحكم القضاء البريطانى بتسليمه إلى السويد فى فبراير 2012، فقدم اعتراضًا إلى محكمة أخرى، ثم لجأ إلى المحكمة العليا للمملكة المتحدة، فحكمت فى 30 مايو 2012 بتسليمه إلى السويد، ثم ذهب فى 19 يونيو 2012 إلى سفارة الإكوادور بلندن وطلب اللجوء السياسى، ووعده رئيس الإكوادور "رافائيل كوريا" بدراسة طلبه، وحاولت الإكوادور التوسط لدى المملكة المتحدةوالسويد لضمان محاكمة عادلة له، لكنها لم تفلح. من جهتها قالت بريطانيا أنها يمكن أن تداهم سفارة الإكوادور فى لندن للقبض على أسانج، مما أثار استنكارًا من حكومة الإكوادور؛ إذ اعتبرت ذلك تهديدًا بالاعتداء على سيادتها، ومخالفة للقانون الدولى، وهو ما جعلها تقرر منح اللجوء السياسى "لجوليان أسانج" بناء على ما أورده فى طلبه من الأخطار التى يتعرض لها فى حال تسليمه للسويد. جدير بالذكر أن مؤسس ويكيليكس من مواليد يوليو 1971، صحفى وناشط فى الإنترنت، حصل على جائزة من منظمة العفو الدولية فى 2009، كان مولعًا بالعلوم والرياضيات، وأدين بتهمة قرصنة الكمبيوتر فى عام 1995، ويقال أنه كان يسمى نفسه "مينداكس"، عندما ارتكب تلك المخالفات. واستمر ولع الرجل بأجهزة الكمبيوتر حتى أواخر عقد التسعينيات، حيث عمل على تطوير نظم التشفير، وفى عام 1999 سجل أسانج موقعه الأول "ليكس دوت كوم"، وبقيت صفحاته غير مفعلة، وفى 2006 أسس "ويكيليكس"، وفى احتفالات أعياد الكريسماس الماضى وعد "أسانج" بأنه سينشر المزيد من الملفات التى تطال كافة دول العالم خلال العام الحالى.