في الوقت الذي رأى بعض الديكتاتوريين أمثال ماو تسي تونج وجوزيف ستالين وأودولف هتلر أن الفنانين والسياسيين وبعض فئات المجتمع هم أعداء الشعب والوطن، كان البعض الآخر يرى أن وسائل الإعلام هي العدو الأول له، ولم يخجلوا من التصريح بذلك. فقد وصف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يوم الجمعة الماضية وسائل الإعلام بأنها "عدو الشعب الأمريكي"، وهذه ليست المرة الأولى التي يدعي فيها أن ما تتناوله هذه الوسائل من أخبار وهمية، فقد هاجم من خلال تغريداته ومؤتمراته الصحافة ووسائل الإعلام المختلفة. ولم يتبنَ ترامب وحده هذه الفكرة، بل شاركه العديد من قادة العالم.. 1- المجلس العسكري في ميانمار: في سبتمبر 2014، وجد رئيس المجلس العسكري في ميانمار أن وسائل الإعلام تواصل تقديم معلومات كاذبة للمجتمع، وتغفل بعض الحقائق، وتبالغ في تقديم بعض القضايا، فضلا عن تقديم بعض الأخبار دون تدقيق. كما وصف المجلس العسكري صحيفة " The Irrawaddy" الناطقة باللغة البورمية بأنها "عدو الدولة". 2- هوغو تشافيز: في عام 2007، أغلق الرئيس الفنزويلي هوغو تشافيز تليفزيون " آر سي" وهو كابل شبكة التليفزيون الفنزويلية، ثم قدم خطابا تليفزيونيا على جميع القنوات وصف فيه الشبكة الإعلامية بأنها "عدو الدولة". 3- بوريس يلتسن وفلاديمير بوتين: في عام 1997، كشفت صحيفة روسية صغيرة " Noyaya Gazeta-Mir Ludei"، كانت تضم 15 فردا فقط، عن ملفات فساد في الحكومة الإقليمية، فتم تصنيفها بأنها غير وطنية وعدو الدولة، في عهد الرئيس الروسي الأسبق بوريس يلتسن. واضطرت الصحيفة إخلاء مقرها يوم 31 ديسمبر عام 2000، والغريب أن الحكومة أصدرت جريدة أخرى باسم مشابه، وأغلقت الصحيفة في أغسطس 2005 خلال فترة ولاية فلاديمير بوتين. 4- الرؤساء الأمريكيين: لم يكن ترامب الرئيس الأمريكي الأول الذي أطلق على وسائل الإعلام بأنها عدوه، فقد عانى الرئيس الثالث للبلاد "وماس جيفرسون" من أوقات تشاحن مع الصحف الحزبية، وكتب ساخرا بعد انتهاء فترة ولايته" الإعلانات... تحتوي على الحقائق الوحيدة التي يمكن التعويل عليها في أي صحيفة". أما علاقة الرئيس ريتشارد نيسكون مع الصحافة فكانت عدائية، وحاول نقل الصحافيين الذين يغطون أخبار البيت الأبيض من غرفتهم التي تقع بالممر نفسه الذي تقع فيه غرفة نوم الرئيس الأمريكي في الدور الثاني إلى مبنى مجاور، ولكن الصحافيين نجحوا في تنظيم حملة لإعادتهم إلى موقعهم السابق القريب من الرئيس. كما لعبت الصحافة دورا كبيرا في استقالة نيكسون عام 1974 بعد الكشف عن فضيحة ووترجيت الشهيرة. وأيضًا قال الرئيس الأمريكي السابق جورج دبليو بوش خلال الاحتفال بإعادة افتتاح جناح الصحافيين الغربي بالبيت الأبيض عام 2007 "لقد افتقدناكم، ولكن ليس حقًا.. لا تعجبكم أحيانًا القرارات التي أتخذها، ولا تعجبني أحيانًا الطريقة التي تكتبون فيها عن القرارات، ولكن تلك العلاقة جزء مهم حقًا من نظامنا الديمقراطي».