«ولأننا محملون بقدر كبير من الغباء.. لانرتاح إلا إذا كسرنا أجمل الأشياء فينا.. نموت بشكل متجزئ، يموت الفرح، تموت الذاكرة، تنحني الأشواق، ندخل في الرتابة، ثم ننسحب، نشيخ بسرعة، وبشكل مذهل، شيء ما يتأكل يوميا في داخلنا ولا نشعر». «محمد جابر محمود» صاحب ال30 عاما، أحب الحياة، لكنها أدارت له وجهها، لم ترحم مرضه، وداس المسئولون دون أن يتضرروا على «بارقة الأمل»، أصابته سهام النصابين دون شفقة، طعنه المقربين دون أن يتوجعوا، رحلوا عنه في أكثر الأوقات احتياجا، وتناسوا أوقات جميلة جمعتهما. ابن مدينة «جمصة» بالدقهلية، رحل عن وطنه بعد أن ضاق الحال لتوقف السياحة في شرم الشيخ عام 2014، الكويت كانت وجهته، حلم بمستقبل أفضل، لكن حملة الرياح ما لم يضعه في الحسبان، فالمرض كان على «عتبة» بلاد «الدينار»، فعاد سريعا. «جابر» اكتشف من التحاليل إصابته ب«سرطان الدم» والكبد، لم يبخل على نفسه فقرر شراء «فص من الكبد» ب60 ألف جنيه، دفع الأموال عن طيب خاطر، لكن النصاب أخذ الأموال ورحل، زوجته أيضا قررت الانفصال عنه بعد علمها بمرضه. طرح «محمد» شكواه أمام محافظة الدقهلية حسام الدين إمام، وقرر الأخير منحه رخصة «كشك» صغير يعينه على الإنفاق على علاجه، لحظات فرح وسط الظلام سيطرة عليه، لكنها لم تدم سوى 3 أشهر فقط، حيث فوجئ بمجلس مدينة جمصة يزيل الكشك، وتحرير محضر حمل رقم 3558 جنح جمصة، وفرض عليه غرامة 3000 آلاف جنيه، طرق جميع الأبواب أملا في النجدة، لكن جميعها أغلقت في وجهه، حتى قرر التخلص من حياته، فأضرب عن الطعام والأدوية منذ 5 أيام. الحاج «جابر» والد الشاب قال: «ابنى لم يرحمه أحد تعند رئيس مدينة جمصة ضده غير مفهوم كل ذنبه أن قرر يأكل عيش بالحلال بالرغم من ظروفه الصحية.. وبعد اليأس قرر الإضراب عن الطعام لحين أن ينجده المسئولون».