سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
نهاية الرجل الذي أرعب محمود عزت.. استقالة محمد منتصر تعيد شعبية «العنف المسلح» داخل صفوف الجماعة.. أشهر متحدث إعلامي للإخوان يكتب السطر الأخير لعواجيز الإرهابية
حكايات وربما أساطير، سوغتها «الإخوان» بجبهتيها المتصارعتين حاليا، عن أشهر متحدث إعلامي في تاريخه الجماعة، والمعروف باسم حركي يدعى «محمد منتصر»، والذي استقال مؤخرا، بعد إجراءات مفاجئة، هدفت لإجبار زمن العواجيز على التبخر، ونفض الغبار عن جماعة تعاني من «موت سريري» منذ ثلاث سنوات. ورغم اعتبار انسحاب «منتصر» من المشهد العام، خسارة كبيرة للإدارية العليا، لا سيما وأنه أبرز وجه إعلامي، لمع بشدة خلال محنة الإخوان طوال العامين الماضيين، إلا أن الطريقة التي أعلن بها انسحابه بعد توليه مجلس شورى عام جديد، «لم يعلن عن أعضائه أو رئيسه حتى الآن» أعادت جزءا كبيرا من الشعبية الكاسحة لجبهة «الكماليون» داخل الإخوان، خاصة أن الإجراءات التصحيحية التي أقدمت عليها جبهة الإدارية العليا، والتي واكبها حملة استقالات تهدف للتأكيد على تجرد النية والقصد لرموزها، أعادت الأمل للكثيرين في تصحيح مسار الجماعة التي تخلفت عن ركاب الزمن. لغز محمد منتصر كل المهتمين بشئون الجماعات الإسلامية، وفي القلب منها «الإخوان»، والصف الإخواني نفسه في أغلبه، لا يعرف من هو محمد منتصر، الذي عُين متحدثا إعلاميا باسم الإخوان قبل عامين من الآن، وكان يعبر بشكل واضح، عن توجهات التيار العنيف داخل الجماعة، والذي أعاد إحياء الجناح المسلح للإخوان وتبنى علانية استهداف رجال الجيش والشرطة، وكل من له علاقة بالنظام المصري. ودخل «منتصر» الجهاز الإعلامي وخرج منه، ولم يعرف أحد ماهيته، ولا أين يسكن، أو لأي محافظة ينتمي، وعلى مدى عامين، لم يكن له إلا عنوان واحد يمكن العودة إليه، لمتابعة كل ما يصدر عنه، «وسائل التواصل الاجتماعي». متحدث إعلامي بلسان داعشي في يناير 2014، أعلنت الإخوان تعيين محمد منتصر، متحدثا رسميا، وكانت المرة الأولى، التي تنتبه الجماعة فيه منذ محنتها في 2013، لتوظيف هذا المنصب الهام، منذ عزل محمد مرسي في 3 يوليو 2013. منذ اليوم الأول لمحمد منتصر في عمله كمتحدث إعلامي للجماعة، قرر أن يشجع كل ما هو عنيف، طالما سيدخل طرفا في صدام مع الدولة المصرية، وانتهج منذ بداية عمله ضرورة تفعيل ذلك، وكانت المعركة الأولى لإقرار العنف، مع جبهة القيادة التاريخية، التي اعترفت به على مضض، لا سيما وأنه لم يكن معبرا عنهم ولم يخضع لهم لأول مرة في تاريخ هذا المنصب. وضع «المتحدث المجهول» استراتيجية تحكم عمل الجهاز الإعلامي الرسمي للجماعة، واعتبر أن آليات الخيار التصادمي، منهج الجماعة الوحيد، ما دفع محمود غزلان، المتحدث الأسبق باسم الإخوان للرد عليه من مخبأه وقتها، ودعا لانتهاج السلمية، ليتحداه «منتصر»، ويخرج معلنا أن دور «غزلان» والكبار من خلفه انتهى دون رجعة. عصيان الكبار الضرب في الكبار لم يمر مرور الكرام، حيث تفاجئ الجميع في ديسمبر 2015 بقرار من المرشد المؤقت، محمود عزت، بعزل محمد منتصر وتجميده 4 أشهر، بعد إجراء تحقيق معه حول البيانات والتصريحات الصحفية، المخالفة لنهج «جبهة الكبار»، وتبع قرار تجميده، قرار آخر بتعيين طلعت فهمي متحدثا رسميا للجماعة من تركيا، ويعاونه ثلاثة متحدثين جدد من داخل مصر. وكان قرار إعفاء منتصر، بمثابة «إعلان وصاية» من العواجيز، على جبهة الإدارية العليا، التي استطاعت في وقت وجيز، حشد شعبية هائلة وسط «الصف الإخواني»، لتبدأ الحرب بين الجبهتين، بإعلان «الكماليون» دعم 11 مكتبًا إداريًا بالجماعة، للإبقاء على محمد منتصر، متحدثًا رسميا للإخوان، فضلا عن عدم إصدار قرار العزل من الجهة المختصة بذلك، وهي اللجنة الإدارية العليا، ما يعني أن قرار «المرشد» مفرغ من مضمونه، ولم يتم تنفيذه، وهو ما تم بالفعل. لم يُسلم «الكبار» الراية لمناوشات محمد كمال وجبهته، بل شنوا حرب تطهير، بدأت بإعفاء محمد كمال عضو مكتب الإرشاد من منصبه وتجميد عضويته، بجانب فصل مسئولي لجان الطلاب الإعلامية وأعضاء ما سمي ب«الحراك الثوري» بدعوى عصيان القيادة ومخالفة قراراتها. مقتل كمال وتراجع منتصر جاء مقتل «محمد كمال»، زعيم جبهة الإدارية العليا، والذي شرعن العنف كحل وحيد في مواجهة الحصار الخانق على الجماعة، وخرجت من رحم جبهته، العديد من حركات الإرهاب المسلح، بحسب بيانات الأجهزة الأمنية، التي نسبت تلك الحركات له، وأكدت أنه الزعيم الروحي لها، لتتراجع أسهم محمد منتصر، وتخفت عن الأضواء بشدة، في مقابل الصعود الكبير لجبهة «عواجيز الجماعة» التي استعادت تأثيرها وقوتها كمُعبر رسمي ووحيد عن القرار الإخواني، بعد رحيل «صداع محمد كمال» الذي جعلته الظروف ندًا خلع عليهم وأتباعه «بيعة الولاء والطاعة». أضواء الرحيل عاد «منتصر» للأضواء مرة أخرى، بعد قراره بالانسحاب من المشهد الإعلامي للجماعة، بعدما فشل المرشد ورجاله، طوال عامل كامل، في إجباره على اتخاذ مثل هذا القرار، ليجلب على جبهة الكماليون حالة من التعاطف والتأييد، افتقدته الجبهة طوال الساعات الأولى من إعلان، إجراءات عزل العواجيز ولائحتهم التي وضعت الإخوان في كهف التاريخ.