كل المؤشرات تؤكد بما لا يدع مجالًا للشك أن فكرة حل الدولتين لإنهاء الصراع العربي الإسرائيلي غائبة تمامًا عن المشهد، ولا يلوح في الأفق أي إشارات لتنفيذها، وهناك خمسة أمور تؤكد فشل إمكانية تحقيقها في المستقبل، ترصدها "فيتو" في السطور التالية. قانون التسوية كان آخر تلك المؤشرات مصادقة البرلمان الإسرائيلي "الكنيست" على مشروع "قانون التسوية"، والذي يهدف إلى شرعنة البؤر الاستيطانية العشوائية وسلب الأراضي الفلسطينية بملكية خاصة، ما سينهي بصورة تامة إمكانية التسوية مع الجانب الفلسطيني وحل الدولتين. ولن يتم تنفيذ القانون على بؤرة "عامونة" حيث سيتم نقل 40 عائلة إلى مستوطنة عوفرا المجاورة حتى يتسنى لسلطات الاحتلال بناء مستوطنة جديدة لهم بجانب مستوطنة "شفوت راحيل". وقال الوزير الإسرائيلي نفتالي بينت، زعيم حزب "البيت اليهودي" المتطرف، الذي دفع باتجاه هذا القانون حتى أجبر رئيس وزراء الاحتلال، بنيامين نتنياهو، على قبوله، إنه يشكر نتنياهو على دعمه للقانون. وأضاف: "هذا يوم أفتخر به كثيرا. حين يكون لدى 30 مقعدا سيتم تنفيذ القانون الإسرائيلي على "معليه أدوميم" وبعدها سأنفذ القانون على كل المناطق. قلتم إنه ليس من الممكن أن يتم سن هذا القانون، وها نحن نشرعه". فوز ترامب من الأمور التي اعتبرتها إسرائيل فرصة كبيرة لدفن مبدأ حل الدولتين، هي وصول الرئيس الأمريكي المنتخب، دونالد ترامب، إلى البيت الأبيض. ورحب زعماء المستوطنات الإسرائيلية بانتخاب ترامب رئيسا جديدا للولايات المتحدةالأمريكية، وصفقوا وهللوا حلما بوأد حل الدولتين إلى الأبد. ودعا الوزير الإسرائيلي، نفتالي بينت، ترامب إلى دراسة خطته البديلة لحل الدولتين القاضية بمنح الفلسطينيين حكما ذاتيا على بعض أجزاء الضفة الغربية فيما يصار إلى اتخاذ إجراءات تهدف إلى الضم التدريجي للمناطق الأخرى من الضفة وفرض السيادة الإسرائيلية عليها. رفض النخب السياسية والعسكرية هناك رفض مطلق من مختلف القيادات والنخب السياسية والعسكرية الإسرائيلية بشكل علني لإقامة دولة فلسطينية على الأرض المحتلة عام 1967م. فصل شمال الضفة عن جنوبها يأتي أيضًا قرار بناء 500 وحدة سكنية في مستوطنة رامات شلومو شرق القدس كمحاولة لاختبار إدارة ترامب المقبلة ومؤشر لما هو مقبل، وإذا ما تم تنفيذ هذا البناء في منطقة "ي1" فسيقطع الاتصال بين شمال الضفة وجنوبها تماما، الأمر الذي من شأنه إفشال تام لفكرة تأسيس دولة فلسطينية. نقل السفارة للقدس ينوي غلاة الصهاينة والمتطرفين في واشنطن نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس، إذ صرح المحامي ديفيد فريدمان، أحد مستشاري ترامب المغالين في صهينتهم، بأن مسألة نقل السفارة إلى القدس ليست مسألة وعد في حملة انتخابية فحسب، بل إنها ستدخل حيز التنفيذ، وهو ما يعد في نهاية المطاف نسفًا للقضية الفلسطينية كلها وإمكانية حل الدولتين.