ينتظر الروائي المصري الكبير علاء الأسوانى، في السادس من ديسمبر المقبل تكريما بوسام الفنون والآداب الفرنسي برتبة فارس بشكل رسمي في احتفال تقيمه السفارة الفرنسية بالقاهرة. فالأسواني الذي تعددت ألقابه ما بين طبيب أسنان وكاتب صحفي وأديب وروائي وقاص ومعارض سياسي، تناولت أعماله قضايا مهمة، عبر خلالها عن آراء فكرية وسياسية لم تمر مرور الكرام فهو صاحب مقولة "قد يكون الإنسان محاطًا بالبشر لكنه يحس بوحدة لأنه يفكر بطريقة لا يفهمها الآخرون"، ونال شهرة واسعة في مصر والعالم وحصد جوائز عدة آخرها وسام الفنون والآداب الفرنسي بدرجة فارس. أسوانيات ولد علاء الأسوانى في 26 مايو 1957 لوالدة من أسرة أرستقراطية كان عمها وزيرا للتعليم ما قبل ثورة 1952 ووالده المحامى والروائي "عباس الأسوانى" والمعروف بكتاباته في مجلة روز اليوسف تحت عنوان "أسوانيات" وحصد جائزة الدولة التقديرية للرواية والأدب 1972. حصل "الأسوانى" على البكالوريوس من كلية طب الفم والأسنان بجامعة القاهرة عام 1980، ثم شهادة الماجستير في طب الأسنان من جامعة إلينوي في شيكاغو بالولايات المتحدةالأمريكية، ودرس الأدب الإسباني في مدريد، حتى أتقن ثلاث لغات هي الإنجليزية، الفرنسية والإسبانية، علاوة على إجادته للغته الأم. العطاء الأدبي
بدأ الأسواني مشواره الأدبي بكتابة القصص القصيرة وله ثلاث مجموعات قصصية أولها "الذي اقترب ورأى" الصادرة 1990 ثم "جمعية منتظري الزعيم" 1998 وآخرها "نيران صديقة" 2004.. صدرت أولى روايات "الأسوانى" 2002 تحت عنوان "عمارة يعقوبيان" وهي العمل الذي صنفه ضمن الروائيين الكبار ممن ينتظر الجمهور أعمالهم بنفاد صبر، وحققت الرواية نجاحات كبيرة وترجمت إلى عدة لغات منها العربية التي أحدثت لغطا واسعا عندما أعد المركز الإسرائيلي الفلسطيني للأبحاث والإعلام، ترجمة عبرية مجانية للرواية، وجاء في رسالة إلكترونية لأعضاء المركز أن علاء الأسواني رفض ترجمة الرواية إلى العبرية في إسرائيل. كما جاء فيها تحذير من أي استخدام تجاري للترجمة، وقال المركز إنه يهدف إلى "توسيع التوعية والتفاهم الثقافي في المنطقة"، لكن علاء الأسواني رد قائلًا: "إن ما يفعله هذا المركز والمترجم هو قرصنة وسرقة، وأنه سيرفع شكوى للاتحاد الدولي للناشرين". وتابعت الرواية نجاحها بتحويلها إلى فيلم سينمائي عام 2006 من سيناريو وحيد حامد وإخراج مروان حامد وبطولة عادل أمام، ثم إلى مسلسل تلفزيونى عام 2007 من سيناريو عاطف بشاي وإخراج أحمد صقر. وتدور أحداث الرواية حول عمارة حقيقية بناها المليونير "هاغوب يعقوبيان" عميد الجالية الأرمنية عام 1934 والتغيرات المتلاحقة التي طرأت على المجتمع المصري في فترة ما بعد الانفتاح من خلال عرض نماذج واقعية مختلفة تقطن العمارة. شيكاغو والجنس وتابع "الأسوانى" مشواره في عالم الرواية بإصدار رواية "شيكاغو"2007 والتي تناولت التابوهات وتباينت الآراء حولها وتعرضت لانتقادات أغلبها سلبية لتناولها الحجاب بصورة سلبية بخلاف المبالغة في الحديث عن الجنس، إلا أنها حققت نجاحا مختلفا بتحولها إلى مسرحية باللغة الفرنسية في نوفمبر 2012 والتي سميت ب "لوددت أن أكون مصريًا" وأخرج المسرحية المخرج الفرنسي جون لوي مارتينللي. وعرضت في فرنسا ومن ثم عرضت في مصر بالمجان حيث لاقت إقبالا جماهيريا. وكان آخر رواية أصدرها "نادي السيارات" 2013 وتدور أحداثها في أربعينيات القرن الماضي وتتناول دخول السيارات مصر وأحوال الشعب خلال تلك الفترة. معارك السياسة عرف "الأسوانى" بمعارضته لنظام مبارك كما كان عضوا في حركة كفاية، وكان مع ثورة 30 يونيو وصوت بنعم للدستور ثم عاد وأعلن ندمه على ما حدث، وأصدر مجموعة من الكتب السياسية والتي كان أولها كتاب "لماذا لا يثور المصريون؟" 2010 يضم الكتاب مجموعة من المقالات الصحفية الجريئة والتي نشرها حتى عام 2008 ويتناول فيها الأوضاع السياسية وواقع الديمقراطية في مصر والعالم العربي. ثم تابع "الأسوانى" كتاباته بإصداره "هل نستحق الديمقراطية؟" 2011، تلاها "مصر على دكة الاحتياطي" 2011، ثم هل أخطأت الثورة المصرية؟2012، واختتمها ب" من يجرؤ على الكلام؟" 2016، ومن أقواله " في داخل كل مقموع يكمن طاغية صغير يتحين الفرصة لكي يمارس ولو لمرة واحدة الاستبداد الذي مورس عليه".. قائمة بالجوائز حصل الأسوانى على جوائز عدة حول العالم أبرزها جائزة جرينزانى كافور للرواية وهى أكبر جائزة إيطالية للأدب المترجم في تورينو 2007، جائزة فريدريش روكيرت 2008 وكان أول أديب يحصل عليها في العالم، حيث نظمت للمرة الأولى، كما كان أول مصري يحصل على جائزة برونو كرايسكي التي فاز بها المناضل الأفريقي نيلسون مانديلا. وكان أول مصري وعربي يحصل على جائزه الإنجاز من جامعة أمريكية جامعة الينوي لعام 2010 كأرفع جائزة تمنحها الجامعة لخريجيها، وتمنح لخريج الجامعة الذي يحقق إنجازا استثنائيا فريدا على المستوى الوطني أو العالمي. كان "الأسوانى" رقم 43 من ضمن ستمائة ألف خريج أتموا دراستهم في جامعة إلينوي، كما اختارته جريدة التايمز البريطانية، كواحد من أهم خمسين روائيًا في العالم، بخلاف اختياره من قبل معرض الكتاب الدولي في باريس كواحد من أهم ثلاثين روائيا غير فرنسي في العالم.