تسعى الهيئة البرلمانية لحزب النور، الذراع السياسية للدعوة السلفية، بقيادة الدكتور عبد الله بدران رئيس الهيئة، لعقد تحالف مع أحزاب الوفد والمصرى الديمقراطى والجيل والسلام، وبعض المستقلين الذين تم تعيينهم ضمن ال90 عضوًا بقرار من رئيس الجمهورية، والذين يمثلون مع حزب النور 55 % من أعضاء المجلس، هذا التحالف يهدف الى إجهاض مشروعات القوانين التى يريد حزب «الحرية والعدالة» تمريرها خلال الفترة المقبلة، فى إطار الصراع المعلن الآن بين جماعة الإخوان المسلمين، والدعوة السلفية ممثلة فى ذراعها السياسية حزب النور. وأكد بدران لرؤساء الهيئات البرلمانية أن التحالف يقوم على أرضية التوافق الوطنى التى ينادى بها «النور» حاليًا، وأنه فى حالة فوزه بالأكثرية فى مجلس النواب المقبل، سيقوم بتشكيل حكومة توافق وطنى، تعبر بالوطن من هذه المرحلة، وتمنع سيطرة الإخوان على مفاصل الدولة. ولأن جماعة الإخوان المسلمين تعرف أن منافسها الحقيقى- فى الانتخابات المقبلة- هو حزب النور والدعوة السلفية، وأنهم يستطيعون الآن تشكيل تحالف قوى ضدهم فى مجلس الشورى يمكن أن يشكل أغلبية، قرر حزب الحرية والعدالة تشكيل تحالف مضاد، يضم أحزاب الوسط بعد انضمام «الحضارة» و«غد الثورة» و«مصرنا»اليه، مقابل منح هذه الأحزاب رئاسة بعض اللجان النوعية فى المجلس، بجانب امتداد هذا التحالف ليشمل انتخابات مجلس النواب المقبلة، على أن يتم دعم مرشحى هذه الأحزاب فى المقاعد الفردية، ودراسة إمكانية خوض الانتخابات بالقائمة، من خلال تحالف انتخابى كامل. ووفقًا للمعلومات التى حصلنا عليها، تبين عقد اتفاق مسبق بين عصام سلطان نائب رئيس حزب الوسط، والدكتور محمد البلتاجى عضو المكتب التنفيذى للحرية والعدالة، يهدف الى منح «الوسط» منصب وكيل المجلس عن العمال، الذى يشغله حاليًا مصطفى حمودة عن حزب الوفد، بجانب رئاسة لجنة التنمية البشرية والإدارة المحلية التى يرأسها الدكتور عبد العظيم محمود عن حزب النور، ولجنة الإسكان والمجتمعات العمرانية الجديدة، التى يرأسها المهندس عبد العظيم أبو عيشة عن حزب النور أيضًا. المثير للدهشة أنه من المفترض لائحيًا أن يستكمل تشكيل المجلس دور الانعقاد الذى مدته عام، كذلك فى حالة الحديث عن ترشيح وكيل جديد للمجلس، سيفتح هذا التصرف الباب على مصراعيه أمام مطالبة باقى الأحزاب، خاصة حزبى الوفد النور، بطرح منصب رئيس المجلس للانتخاب هو الآخر، مما يعنى فقدان الإخوان لرئاسة الشورى فى حالة نجاح النور فى تحالفه، الذى سيشكل أغلبية داخل الشورى. المدهش وفقًا للمعلومات، أن الهيئة البرلمانية لحزب الوسط تقدمت بخطاب رسمى للدكتور أحمد فهمى رئيس مجلس الشورى، يطالبون فيه بفتح باب الترشح على منصب وكيلى المجلس عمال وفئات، مما سيؤدى الى مزيد من الصراع والانقسام داخل الشورى.