رغم الاستعدادات التي أعلنها مسئولو محافظة أسيوط، وتكلفت 60 مليون جنيه، فإن أول مشاهد هطول الأمطار وما نتج عنها من سيول أظهر فداحة العجز عن حل أزمة غرق الشوارع. مصدر مسئول بمحافظة أسيوط قال إن المحافظة استعدت لموسم الأمطار والسيول بعدة مشروعات كلفتها ما يقرب من 60 مليون جنيه لضمان عدم تكرار كارثة 2013، منها 17 مليونا و800 ألف جنيه في أعمال حماية الأودية الخطرة ب3 مناطق، هي "مركز البدارى ومناطق البلايزة والزاوية بمركز أبو تيج وساحل سليم والغنايم ودرنكة والمنطقة الصناعية بعرب العوامر في أبنوب". كما تم إنفاق أكثر من 17 مليونًا أخرى في إنشاء وترميم سدود الإعاقة للأودية المؤدية إلى الوادى الأسيوطى الرئيسى ووادى حبيب لحماية منطقة أسيوط الجديدة من مخاطر السيول، وتنفيذ أعمال حماية أودية مركز أسيوط وحماية وادى المجلد ووادى الجبراوى بمركز أبنوب بتكلفة 15 مليون جنيه، فضلا عن تنفيذ أعمال تجريف مخرات السيول لرفع الطاقة الاستيعابية لها بتكلفة أكثر من 3 ملايين جنيه، وإعادة تأهيل سدود وادى الشيح ب3 ملايين و800 ألف جنيه، وإنشاء طلمبة رفع بمنطقة كوبرى فيصل بأكثر من مليونى جنيه. محافظ أسيوط لم يتوقف عن التصريحات العنترية حين أكد عدة مرات أن المحافظة مستعدة لمواجهة السيول، ولكنه اضطر لقطع التيار الكهربائى تفاديًا لوقوع مزيد من الضحايا الذين ماتوا صعقًا بالكهرباء، مما تسبب في تعطل تشغيل طلمبات ومواتير الرفع لاتصالها المباشر بخط الكهرباء الرئيسي. أما المهندسة نبيلة محمود، سكرتير مساعد المحافظة، فقالت إن عدم جاهزية المخرات لتصريف المياه وتوقف بالوعات الصرف وقطع التيار الكهربائى أدى إلى عدم تشغيل مواتير "شفط" المياه أكثر من 3 ساعات متواصلة، مما تسبب في تراكم المياه في عدة مناطق. وأشارت إلى أن المحافظة على أتم الاستعداد لحل مشكلة الكهرباء من خلال خط كهرباء خاص بطلمبات ومواتير الصرف غير المتصل بالخط الرئيسي، وذلك لتلاشى الماس الكهربائى الذي يعرض السيارات والمواطنين للخطر وتشغيل المواتير في نفس الوقت. وأوضحت أن المحافظة رفعت حالة الطوارئ في مناطق البدارى ودرنكة بجبل أسيوط، والأربعين وعرب مطير ودير الجنادلة بالغنايم لأنها الأكثر تعرضا لخطر السيول، خاصة أنها تقع تحت سفوح الجبال وتعد مصبًا لمياه السيول. ومن جانبها، قالت أمل جميل، المتحدث الإعلامي باسم شركة مياه الشرب والصرف الصحي، إن الشركة قامت بعملها على أكمل وجه، وأرسلت 40 سيارة كسح ومعدات للشفط والقلابات لسحب المياه المتراكمة، وخاصة بمناطق الزهراء والمنفذ والأنفاق، وتأكدت من جاهزية تشغيل بيارات الصرف وطلمبات شفط المياه ومراجعة جميع مخرات السيول وسدود الإعاقة، ولكنها فوجئت بانقطاع التيار الكهربائى مما أدى إلى تراكم المياه وغرق الشوارع. أنهار في صحراء الوادى وسيناء لا يخفى على أحد أن الوادى الجديد أكثر المحافظات تضررًا بالسيول، رغم أن المخصصات الضخمة التي خصصت لها وتقدر ب28 مليون جنيه لمواجهة السيول، فوزارة التنمية المحلية دعمت المحافظة بهذا المبلغ لشراء معدات لمواجهة الكوارث والسيول. وتم إنفاق هذا المبلغ على شراء 10 سيارات كسح (8 أمتار مكعبة)، و29 سيارة كسح (4 أمتار مكعبة)، و9 طلمبات 90 مترا مكعبا، و7 جرارات زراعية، و7 مقطورات كسح 4 أمتار، و2 لودر مفصلي، و6 سيارات نقل مياه شرب 4م2، و4 مولدات قدرة 500 وات/س، و3 سيارات قلاب 8 أمتار، ووزعت المعدات على مراكز المحافظة الخمسة. ورغم كل ما سبق، تعرضت الوادى الجديد لأمطار غزيرة وسيول جارفة ضربت واحة الفرافرة ومنطقة غرب الموهوب. والآن يستعد مركزا الخارجة وباريس لمواجهة الأمطار، حيث أعلنت الوحدات المحلية حالة الطوارئ القصوى، خاصة أن هناك أعدادًا كبيرة من المنازل المشيدة بالطوب اللبن ومسقوفة بالجريد، بالإضافة إلى أن بعضها لا يوجد به صرف صحى أو مناطق لتصريف المياه الزائدة الأمر الذي سيشكل مشكلة كبيرة وكارثة في حال تعرضها للسيول. محافظ الوادى الجديد اللواء محمود عشماوي، قال إنه أصدر توجيهات عاجلة بسرعة تحويل مسار مياه السيول لتصب في مصرف المشروع الموصل لبركة غرب الموهوب لتفادى حدوث خسائر في المنازل والزراعات، مشيرًا إلى أن المسار الذي تم اتخاذه عبارة عن كثبان رملية ومنحدرات صلبة، مما يبعد المخاطر عن المناطق السكنية بالكامل، كما تم تأكيد جاهزية المعدات في الوحدات القروية وصيانتها وتوفير بطاطين ومواد غذائية للمتضررين. المشاهد نفسها، تكررت في محافظة جنوبسيناء التي وجهت 120 مليون جنيه لتطهير مخرات السيول وغرف الصرف، إلا أن ذلك لم يشفع لها أيضَا وغرقت شوارعها خاصة في شرم الشيخ ودهب ووادى وتير الذي يربط طرق دهب وطابا ونويبع ومدسوس ومندر وسبيته، وحاصرت المياه الفنادق والمنازل وأغلق الطريق الدولى «شرم الشيخ – دهب» و«شرم الشيخ – الطور» وفيران. الأمطار الغزيرة كشفت ضعف البنية التحتية لمدينة شرم الشيخ، خصوصًا بعد غرق فنادق خليج نعمة رغم تجديد الصرف الصحي، وغطت العشرات من السيارات بمنطقة السوق القديمة وطريق السلام. كوارث في البحر الأحمروسوهاج أمام المياه التي ضربت محافظة البحر الأحمر من كل جانب، يبدو أن تصريحات المسئولين "غرقت في شبر مايه"، ولم تجد مدن المحافظة من يدافع عنها ويحميها من الأمطار الغزيرة التي تشهدها بشكل مستمر. في تصريحات سابقة له، أعلن اللواء أحمد عبد الله محافظ البحر الأحمر إنشاء 13 سدا بتكلفة 80 مليون جنيه، بينهم 3 سدود بمدينة رأس غارب و3 بحيرات بمرسي علم و5 سدود بقرية الشيخ الشاذلي. وأصدر عبدالله تعليماته إلى شركة مياه الشرب والصرف الصحى بفتح جميع المطابق فور نزول المطر بما يتفق مع الطاقة الاستيعابية لمحطات الصرف، لكن المحصلة النهائية أن السيول التي ضربت المحافظة كذبت تصريحات المحافظ وعجز المسئولين عن مواجهتها، فشهدت مدن البحر الأحمر السبع أمطارا وسيولا غزيرة لم تشهدها منذ سنوات،. بينما انهارت كل الإجراءات الاحترازية بمحافظة سوهاج أمام كميات المياه المتزايدة والسيول التي ضربتها، ولم تنجح الحواجز والسدود والمخرات التي تم إنشاؤها في مواجهة السيول، وعجزت عن حماية جامعة سوهاج الجديدة، رغم تكاليفها التي وصلت إلى 6.5 ملايين جنيه، تحملت وزارة الرى 4.5 ملايين جنيه، والجامعة مليونى جنيه. فيما وفرت "الري" 99 مليون جنيه لتطهير الترع والمصارف، كما يوجد 7 سدود في نجع مازن منذ عام 1995، بينما يوجد 6 سدود في نزلة عمارة بطهطا بتكلفة 7.5 ملايين جنيه.