تواصل وزارة الآثار، ترميم هرم زوسر المدرج الذي يجري ترميمه منذ عام 2006، وقطعت الوزارة شوطا كبيرا في ترميم الهرم حتى أوشكت على الانتهاء من عمليات الترميم المستمرة منذ نحو 10 سنوات تقريبا. رافقت "فيتو" فريق العمل الخاص بترميم هرم زوسر يوما كاملا للتعرف على آخر ما وصلت إليه عمليات ترميم الهرم الذي تعرضت مصاطبه الست للتهالك بفعل الزمن، وشيد الهرم من الحجر الجيري قبل نحو 4650 عاما وينسب إلى زوسر وهو من ملوك الأسرة الثالثة الفرعونية التي حكمت مصر بين عامي 2686 و2613 قبل الميلاد. أعمال الترميم وقال الأثرى محمد هنداوى، كبير مفتشى منطقة آثار سقارة، إن أعمال ترميم المصطبتين الخامسة والرابعة أوشكت على الانتهاء، مشيرا إلى أن فريق العمل مستمر في استكمال أعمال الترميم والانتهاء من ملئ الفراغات أو "العراميس" بالمصطبتين واستخدام احجار من نفس نوع أحجار الهرم يتم جلبها من "طرة" لاستخدامها في الترميم. وكان المجلس الأعلى للآثار، قد أعلن عام 2008 عن تبني مشروع بتعاون ياباني أمريكي لتوثيق الهرم بالتصوير المجسم ثلاثي الأبعاد لمعرفة حالته وحالة القطع الحجرية باستخدام أنواع متعددة من أجهزة الليزر حفاظا على قيمته الأثرية. ولكن الأعمال تعطلت مؤقتا بعد ثورة يناير التي أنهت حكم الرئيس الأسبق حسني مبارك في فبراير 2011، وفي أغسطس 2011 أعلنت وزارة الآثار أن حالة الهرم "حرجة جدا" بسبب توقف مشروع ترميمه. وفي سبتمبر 2011 أبدى وفد من منظمة الأممالمتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو) في القاهرة استعداد اليونسكو للتعاون مع مصر في تطوير وترميم مواقع أثرية منها مشروع ترميم هرم زوسر. أهم المبانى ويعد هرم الملك "زوسر" أو "الهرم المدرج" بسقارة من أهم الأهرامات وأقدمها، بناه الوزير إيمحوتب للملك "زوسر" ثانى ملوك الأسرة الثالثة كمقبرة في القرن ال27 قبل الميلاد، وهو من أهم المبانى التي استخدم فيها الحجر بشكل موسع لأول مرة في تاريخ مصر، كما أنه يعتبر التطور الثانى بعد بناء المصطبة كمقبرة، ويسبق بناء الهرم الكامل الذي شيده الملوك (سنفرو وخوفو وخفرع ومنكاو رع). ولا يعد الهرم المدرج بناء مستقلا بذاته إنما هو عنصر ضمن ما يسمى بالمجموعة الهرمية، التي تتضمن عناصر أخرى كأفنية للأعياد ومقبرة رمزية والمعبد الشمالى، وكلها داخل سور يضمها جميعا. ويتكون هرم "زوسر" من 6 مصاطب صغيرة فوق بعضها البعض، وكان ارتفاعه الأصلى 62 مترا، وأبعاد قاعدته 109 أمتار و125 مترا، وكان مكسوا بالحجر الجيرى المصقول، وتوجد أسفل الهرم المدرج سراديب طولها الإجمالى 6 كيلومترات ويرتبط ببئر مربع طول ضلعه 7 أمتار وعمقه 28 مترا، ويوجد بالمدخل المؤدى للبئر في الناحية الشمالية من الهرم، وجوانب البئر مكسوة بالفيانس الأزرق على أرضية من الحجر الجيرى الجيد لتعطى انطباعا بشكل الحصير، وفى نهاية البئر توجد غرفة دفن الملك زوسر، الذي تم العثور على قدمه وساقه فقط، وفى الناحية الشرقية من الهرم يوجد 11 بئرا كانت عائلة الملك زوسر مدفونة بها. زلزال 1992 تأثر الهرم بزلزال عام 1992 وأثر على بنية الهرم وأدى إلى سقوط أجزاء من مجموعة الجنائزية وكان اقدم هرم في التاريخ. استكشف مجمع هرم سقارة لأول مرة في عام 1921 حيث قام القنصل العام الألماني "هينريش فون ميوتولي" بالتزامل مع المهندس الإيطالي "غيرولانو سيجاتو" بفحصه، واكتشفا مدخله، وعثرا في ممراته الداخلية على بقايا مومياء عبارة عن جمجمة مغطاة بالذهب وكعبي قدمين مغطاة أيضا بالذهب، واعتقد "فون مينوتولي " أنها تنتمي إلى مومياء زوسر. وقام "سيسيل فيرث " في عام 1926 باستكشافات مستفيضة، إلا أنه توفي قبل الانتهاء منها، فتولى "جيمس كيبل" رعاية الحفريات، لكن توفي أيضا في عام 1935، وواصل "جين لاور" الذي كان يعمل تحت إدارة كيبل الإشراف على عمليات الحفريات، وقام بقياس الحجرات تحت الأرض والممرات المؤدية إليها، وفي عام 1934 عثر في حجرة المقبرة بقايا مومياء وأخذت إلى جامعة القاهرة بعد فحص ابتدائي وحفظت في الجامعة حتى عام 1988، اعتقد "لاور" أنه قد عثر على مومياء زوسر. ولكن بالفحص الدقيق الذي تم بعد ذلك تبين أنها من عدة موميات لأناس آخرين، وعين تاريخ تلك البقايا بواسطة طريقة الكربون-14 (تأريخ بالكربون المشع) واتضح انها لأناس من عهد البطالمة (أي أنها ليست من عهد زوسر نحو 2650 قبل الميلاد وإنما منذ نحو 200 سنة فقط قبل الميلاد). المدينة الجنائزية واستمر لاور مكرثا حياته في استكشاف هرم زوسر والمدينة الجنائزية في سقارة حتى نهاية عمره في عام 2001، وبمعاونة لاور أمكن استعادة تشكيل بعض أجزاء الجدار المحيط بفناء الهرم والمباني الأخرى التابعة. وعثرت مجموعة من علماء الآثار من لتوانيا في عام 2001 على عدة أنفاق في مجمع الهرم، لم تكن معروفة من قبل. والتمثال الأصلي لزوسر وجد في السرداب، وهو معروض في المتحف المصري في القاهرة. كان زوسر يتخذ منذ توليه عرش مصر لقب اسم حورس "نيثري خت" أي الجسد المقدس؛ وأناب كبير كهنة هليوبوليس أمحتب بتصميم وتشييد مقبرة كبيرة له، كان من ألقاب أمحتب "إري بات" بمعنى "عضو النخباء" وكبير الكهنة ورئيس المثالين ومدير أعمال البناء. واقام زوسر خلال فترة حكمه التي استمرت 19 سنة (بين 2665–2645 قبل الميلاد) صرحا بنائيا كبيرا لم يبن مثله من قبل فكانت الأوضاع السياسية مستقرة، وكان عصره عصر تقدم في العلوم الهندسية والطبية ورخاء للشعب. واختار زوسر المدينة الجنائزية في سقارة لإنشاء مقبرته، وكان مكان مجمع الهرم بالقرب من مقابر فراعنة الأسرة الثانية: حتب سخم وى أو رع نب و"ني نيثر"؛ وبالقرب منها قبور جسر المدير ومصاطب عهد الأسرة الأولى. وكان المجمع ليس خاليا تماما فقد وجدت فيه قبور قديمة تعرف بالقبور السلمية في منطقة المجمع الشمالية.