ألحق فصل الشتاء الجارى الذى لم تشهد النمسا له مثيلا فى انخفاض درجات الحرارة منذ نحو 130 عاما خسائر مادية وبشرية فادحة نتيجة امتداد برودة الطقس وهطول الثلوج المتواصل حتى مطلع فصل الربيع. وأكد خبراء الأرصاد الجوية أن النمسا تشهد أكثر فصول الربيع برودة على وجه الإطلاق بسبب استمرار موجة البرد القارص التى أدت لانخفاض شديد فى درجات الحرارة وهطول الثلوج بشكل كثيف ومتواصل كبد الدولة أعباء مالية إضافية نتيجة الخسائر المادية والبشرية الفادحة الناجمة عن حوادث المرور وحوادث ممارسة الرياضات الشتوية التى تشتهر بها النمسا فضلا عن ارتفاع عدد الانهيارات الثلجية التى تقع فى مناطق التزلج على الجليد إلى جانب ارتفاع فاتورة علاج أمراض فصل الشتاء التى قفزت إلى نحو 300 مليون يورو وفاتورة علاج الإصابات الناجمة عن حوادث الانزلاق. كما تسبب الطقس السيئ فى ارتفاع قيمة فاتورة خدمات الشوارع خلال فصل الشتاء الحالى إلى 200 مليون يورو نتيجة ارتفاع مصاريف تنظيف وكسح الأرصفة المكتظة بالثلوج ورش المواد الملحية ومذيبات الثلوج لتأمين المشاة من حوادث الانزلاق، فضلا عن امتداد تأثير الطقس السيئ على سوق العمل متسببا فى ارتفاع نسبة البطالة خلال شهر مارس الماضى بواقع 3. 10 % مقارنة بنفس الشهر من العام الماضى. فى ذات السياق تسببت البرودة الشديدة غير المعهودة التى تشهدها النمسا فى الوقت الراهن فى نفوق صغار الطيور الجارحة مثل الصقور والبوم وكذلك موجات الطيور المهاجرة والعابرة للأراضى النمساوية بسبب الجوع والفشل فى تأمين غذائها أثناء رحلة الطيران المتعبة نتيجة تراكم طبقة الثلوج الكثيفة التى غطت مساحات كبيرة من الأراضى ومنعت هذه الطيور الجارحة والمهاجرة من صيد غذائها من الفئران والحشرات المختلفة التى نجحت فى الاختفاء تحت طبقة الثلوج مما يهدد بحدوث خلل فى التوازن البيئى وانقراض أنواع مهاجرة من الطيور الصغيرة الضعيفة.