قصة الحوار من قمة السلطة إلى قفص المحاكمة، ومن آمر إلى مأمور، ومن بريق الأضواء وسطوة الكاميرات إلى التجاهل والنسيان، ومن السفر والتنقل بين دول العالم وزيرا تفتح له كل الأبواب والقلوب وتربطه صداقات بملوك ورؤساء وأمراء إلى سجين يسير وفق تعليمات حراسه وسجانه ويعيش بين أربعة جدران فى ظلمات زنزانته. إنه سامح فهمى، وزير البترول الأسبق وأحد أشهر وزراء البترول فى تاريخ مصر، الذى التقته "فيتو" فى محبسه قبل شهر ونصف الشهر، ولكننا آثرنا عدم نشر حوارنا معه، حتى لا نؤثر فى أحكام القضاء، الذى نقض، فيما بعد، الحكم بسجنه 15 سنة فى قضية تصدير الغاز لإسرائيل، وبالتالى خرج من السجن فى انتظار إعادة محاكمته. وقد نشرت "فيتو" الحلقة الأولى للحوار فى عددها الأسبوعى الموجود بالأسواق، وتواصل نشر باقى الحلقات هنا. لكن.. ما قصة هذا الحوار؟ . كنت قد طلبت زيارة سامح فهمى لأننى أعرف الرجل جيدا، فأنا صديق لأسرته، ولأن الأمر يتصل بعملى الصحفى، وخاصة أننى وبعد قراءاتى مرات عديدة فى أوراق قضية تصدير الغاز لإسرائيل، وجدت أنها تنطق بأسماء وأفعال المتورطين فى القضية تصريحا لا تلميحا، ويقينا لا استنتاجا.. لكن لم يُدَن واحد منهم.. كيف؟.. لا أعرف!. كانت التعليمات تأتى أولا بأول من عمر سليمان ممثلا للأمن القومى، ومن فوقه حسنى مبارك الرئيس السابق، وكانت تنقل مباشرة لعاطف عبيد رئيس الوزراء آنذاك.. ولكن لم يحاكم سليمان فيها، حتى مبارك، والذى اعترف بأنه كان هو صاحب الرأى فى هذا الموضوع، بُرئ منها، ورغم كل تلك المستندات حكم على سامح فهمى ب15 سنة سجنا، وهو ثانى أعلى حكم صدر فى كل القضايا بعد الثورة وأقصى عقوبة فى قضية تصدير الغاز لإسرائيل.. كانت كل تلك الشواهد والوقائع تدفعنى للقاء مسجون يصرخ دون أن يسمعه أحد، طالبا أدلة اتهامه ربما ليستريح قلبه.. بعدما عجزت دلائل وأوراق ومستندات لا حصر لها، فى جلب حكم البراءة له.