لا يستطيع أحد أن ينكر الدور الذي يمكن أن يلعبه النشاط الرياضي الطلابي في إحداث التغيير الذي نسعى إليه بعد ثورتي 25 يناير و30 يونيو، حيث إن ممارسة الرياضة في المدارس والجامعات أحد أهم العوامل المساعدة في نشأة جيل قادر على قيادة مصر نحو التغيير، لدوره الكبير في التأثير على تكوين الشخصية المصرية والتي طرأ عليها العديد من المستجدات التي أثرت سلبيا عليها. ولمواجهة تلك العيوب التي ظهرت على المجتمع المصري، يجب الاهتمام بجوانب الشخصية المصرية والتغيير نحو الأفضل وتتباع طرق وأساليب تربوية تؤثر إيجابا على الأجيال الناشئة لقيادة ثورة التغيير، ويعتبر ممارسة الرياضة وجعلها أسلوب حياة دورا كبيرا في نفوس النشء والشباب. وتعد الحياة الرياضية في المدارس والجامعات متنفس لعامة النشء والشباب بعد الزيادة الرهيبة في اشتراكات الأندية والتي لا تراعى البعد الاجتماعى للشعب المصرى. ومن هنا يبرز دور وزارات التربية والتعليم والتعليم العالى والشباب والرياضة في إحداث التغيير من خلال الاهتمام بالأنشطة الرياضية الطلابية واستحداث آليات للتعاون بين الإدارات المعنية بالنشاط الرياضي الطلابى بالدولة وتفعيل دور القطاع الخاص لجذب الرعاة لتنظيم الأحداث الرياضية للتخفيف عن ميزانية الدولة إلى جانب إعداد برامج تدريبية متخصصة في تنظيم الأحداث الرياضية لإعداد العاملين في هذا المجال على مستوى متميز والتعامل النفسي مع الفئة العمرية المستهدفة لتدريبهم من خلال هيئات تدريبية متخصصة. وعلينا ألا نغفل ضرورة تبادل الخبرات مع الدول العربية والأجنبية من خلال بنود للتعاون في بروتوكولات التعاون بين مصر وكافة دول العالم وتنظيم ملتقيات دورية دولية ومحلية لمسئولي وخبراء النشاط الرياضى الطلابي في مصر والدول العربية والأجنبية لتبادل الخبرات والتعاون بين أهل الخبرة وأهل العمل وإعداد مواد علمية سواء ورقية ( كتب – نشرات دورية وغير دورية ) أو مواد ديجيتال ( وسائط متعددة – مواقع إنترنت – مواد فيلمية) تتعلق بالمجال. وللوصول إلى تطوير الأنشطة الرياضية الطلابية في المدارس والجامعات يجب أن نهتم بعدة جوانب من أهمها: الجانب التنظيمي من خلال استثمار إعلان الرئيس عبد الفتاح السيسي عام الشباب بتنظيم أنشطة وبرامج ومشروعات للشباب الجامعي والطلابي بالتعاون مع الاتحاد الرياضي المصري للجامعات والاتحاد المصري للرياضة المدرسية لتوسيع قاعدة الممارسة الرياضية لتكون الرياضة بمثابة أسلوب حياة مع التركيز على مشاركة أكبر عدد من الطلاب واستحداث أنشطة وبرامج جديدة جاذبة، مع ضرورة عقد مؤتمر موسع يضم القائمين على النشاط الرياضي الطلابي لتقييم المشروعات والبرامج القائمة ورصد الإيجابيات والسلبيات مع تنظيم لقاءات دورية وورش عمل مشتركة مع مسئولي النشاط الرياضي الطلابي بالمدارس والجامعات وخبراء من كليات التربية الرياضية والطلاب أنفسهم لاستحداث برامج ومشروعات جديدة ووضع معايير يمكن قياسها والتعبير عنها بشكل رقمي لضمان مستوى وجودة الخدمات. أما الجانب الترويجي يبدأ بإطلاق حملة تحت رعاية وزير الشباب والرياضة ووزير التربية والتعليم ووزير التعليم العالى تتضمن عقد سلسلة من الندوات بالمدارس والجامعات يتم خلالها دعوة عدد من نجوم الرياضة بصحبة مدرس التربية الرياضية الذي درب هذا النجم الرياضي للتحدث عن تجربته وهو طالب وكيف قام بتنمية مهارته من خلال مشاركته في النشاط الرياضي الطلابي، مما يساهم في غرس وتأصيل قيمة القدوة التي غابت عن هذا الجيل وهو ما سبب ظواهر اجتماعية سلبية مثل الألتراس والعنف المجتمعي، مع وضع خطط قصيرة ومتوسطة وطويلة المدي للترويج للأنشطة والبرامج والمشروعات وهو ما يساعد في جذب الشركات والمؤسسات الكبرى لرعاية الأنشطة الرياضة الطلابية وخلق فرص تسويقية للرعاة. كما لا يجب إغفال الجانب التكنولوجي في التعامل مع طلاب المدارس والجامعات، بإطلاق تطبيق على الهاتف المحمول يتم خلاله عرض الأنشطة الرياضية الطلابية بالمدارس والجامعات، ويحتوي على استمارة مشاركة للاشتراك في تلك المشروعات، وإنشاء صفحة على فيس بوك تتضمن الأنشطة والبرامج المنفذة والتفاعل مع الفئة المستهدفة من الطلاب والتعرف على تقييمهم للبرامج التي شاركوا فيها للحصول على رد الفعل. أما الجانب الإعلامي فان له دور حيوى وهام في التغطية الإعلامية لكافة فعاليات النشاط الرياضي الطلابي بالمدارس والجامعات وجميع المحافظات، لرسم صورة ذهنية إيجابية وجذب أكبر عدد من طلاب مصر. وفى النهاية يجب أن نعترف أن ما نتحدث عنه هو أمن قومي لمصر، وأطالب المسئولين المعنيين بوضع النشاط الرياضي الطلابي على رأس أولوياتهم إذا كنا فعلا جادين نحو تنشئة جيل جديد مؤهلا علميا وثقافيا وفنيا ورياضيا لقيادة ثورة التغيير.