أشهر قراء القليوبية لم يكمل تعليمه! بعيداً عن الكتلة السكنية كانت أشجار الموالح تقف شامخة، بقرية «طنت الجزيرة» -مركز طوخ بالقليوبية- وكان الطفل مسعد عمران يلهو فى الحقل يوماً بينما وقف والده على حافة الحقل مصغياً السمع، متسائلاً هل هذا هو صوت ابنه وهو يتلو آيات من القرآن الكريم؟ نعم إنه صوت يدخل القلوب، صوت ندي، نعم هو صوت مسعد. اكتشف «عمران» عذوبة وجمال صوت ابنه، فألحقه بالتعليم الأزهري، وهناك نهل مسعد من علوم القرآن، تلاوة وتجويداً وأحكاماً وتفسيراً، وكان المدرسون يطلبون منه الترتيل والتجويد، فيأخذهم بصوته إلى ملكوت آخر. سريعاً أتم عمران حفظ القرآن الكريم، وتميز بطول النفس والصوت الندى والابتسامة العذبة التى لا تفارق شفتيه. يقول الشيخ مسعد متذكراً: اصطحبنى والدى إلى الشيخ محمود الونش لأحفظ القرآن على يديه، وأتممت الحفظ عندما كان عمرى عشر سنوات، ثم بدأت دراسة الأحاديث النبوية وسيرة النبى «صلى الله عليه وسلم»، وعندما أذهب لصلاة أى فرض بالمسجد، كان المصلون يصممون على إمامتى لهم، مع أن عمرى كان أحد عشر عاماً، وقتها غاب خطيب الجمعة، فطالبنى بعض المصلين بإلقاء الخطبة، ورفض عدد منهم قائلين: كيف يخطب الجمعة طفل فى الحادية عشر من عمره، لكن معظم المصلين أجبروني، فصعدت المنبر، وحمدت الله وأثنيت عليه، وألقيت خطبة حول الخلافات الفقهية، ونالت استحسان الجميع، وأثنى على من كانوا يعارضون إلقائى الخطبة، ثم توفى والدى عندما كنت فى الثالثة عشر من عمري، فتركت دراستي، وأخذت أقرأ القرآن فى المآتم لأعول أسرتي، ثم أكملت تعليمى حتى حصلت على الشهادة الثانوية. عمران تابع قائلاً: ومع أن شهرتى تجاوزت حدود القليوبية إلى ربوع مصر، إلا أننى ابتعدت عن الإذاعة والتليفزيون حتى لا يصيبنى الغرور، وأكتفى بإلقاء الدروس الدينية بقريتى بعد صلاة المغرب يومياً.