84 مليون جنيه حجم مبيعات أسطوانات «حسان» و51 مليون لكتاب عائض القرنى خلال رمضان من الشيوخ من يتخذ من «رمضان» سبوبة لترتفع مؤشرات أموالهم وأرصدتهم بسرعة الصاروخ، وأصبح الشهر الكريم بالنسبة لهم فرصة، ليس لغفران الذنوب، بل للكسب السريع، هل يتصور أحد دفع مئات الآلاف لشيخ ليؤم المصلين فى ليلة القدر؟ وإن يجمع المصلون هذه المبالغ الضخمة للاستماع لتلاوة هذا الشيخ أو ذاك؟ ولنبدأ بالشيخ محمد جبريل، الذي يتناول إفطاره ليلة السابع والعشرين من رمضان فى مسجد عمرو بن العاص، ويؤم المصلين في صلاة المغرب ، ثم يؤمهم فى صلاة العشاء والتراويح، ثم يدعو فى ختام التراويح وتنقل عدة فضائيات ومحطات تليفزيون محلية وإذاعات صلاة العشاء والتراويح، وفى نهاية الليلة يتقاضى «جبريل» مائة ألف جنيه نقداً من إدارة المسجد، ومئات الآلاف من الفضائيات التى نقلت شعائر صلاتى العشاء والتراويح، الشيخ يبرر حصوله على هذه الأموال الضخمة بأنه «رزق من الله» وبأن «هذا عمله الذى يتقاضى عليه أجراً، ومهنته التى لا يجيد غيرها! المبلغ لا يقل عن 01 آلاف جنيه فى الليلة الواحدة بمسجد «أسد بن الفرات» فى الدقى، فمسئولو المسجد يقومون بجمع التبرعات لتمويل الليالى الثلاثين، فالشيخ حازم صلاح أبو إسماعيل - المرشح السابق لرئاسة الجمهورية - كان يخطب «الجمعة» ويلقى دروساً بعد صلاة المغرب حتى صلاة العشاء فى غير رمضان، لكن للشهر نفحاته التى تصب فى خزائن الشيخ محمد حسين يعقوب، ويغترف من الفضائيات أموالاً ضخمة نظير إلقاء الخطب والمواعظ، ويؤم المصلين فى مسجد أسد بن الفرات فى ليلة السابع والعشرين فى صلاتى العشاء والتراويح، بسهم وافر، ليحصل على مبالغ طائلة، ولا حفلات عبدالحليم فى شم النسيم منذ عقدين من الزمان، وبالطبع تدفع إدارة المسجد هذه الأموال، فضلاً عن مساهمات ضخمة من الفضائيات، خصوصاً الدينية. فى مسجد «الحصرى» بمدينة السادس من أكتوبر نجد معز مسعود ومصطفى حسنى، يتبادلان أداء صلاتى العشاء والتراويح، ليلة وليلة، يتقاضى كل منهما فى الليلة 03 ألف جنيه، وبالطبع يمول هذه التكاليف رجال أعمال 6 أكتوبر وأثرياء المنطقة الصناعية، أما فى حلوان فيحتلها الشيخ محمد حسان «مسجد المراغى - مسجد 51 مايو»، ويشاركه حازم شومان فى التهام «الكعكة»، حسان يقول أنه لا يحصل على أموال، لكنه يعتمد على توزيع ملايين النسخ من شرائط الكاسيت المسجلة عليها خطبه الرمضانية، وبالطبع يحصل على الملايين. سواء كانت شرائط كاسيت أم اسطوانات مدمجة، فمبيعات «حسان» خلال رمضان تتجاوز 4 ملايين شريط واسطوانة، وكذلك يعقوب ومحمود المصرى، وسعر بيع اسطوانة حسان 21 جنيهاً، ويعقوب 52جنيهاً، ودعاة آخرون تباع أشرطتهم واسطواناتهم بعشرة جنيهات، لتمتلئ الخزائن لكن ماذا عن المساجد الفقيرة فى دلتا مصر وصعيدها؟ يقوم رواد المسجد بجلب هدايا للمشايخ، جلباب أبيض، مصحف، وأحياناً. يدفعون للشيخ 002 جنيه وأحياناً 003 جنيه، لكن كرم أهل الريف يحتم عليهم استضافة الشيخ بعد صلاة التراويح لوليمة دسمة، من «البط» أو «الأوز» لتلعب دور البطولة على المائدة، وتؤدى الحلويات الشرقية «كنافة - قطايف» دور الكومبارس! الدعاة الأكاديميون لهم نصيب من نفحة رمضان، فكتب يوسف القرضاوى وزغلول النجار وعلى جمعة وغيرهم، وخطبهم المطبوعة ومؤلفاتهم في تفسير القرآن مبيعات ضخمة، يتجاوز بعضها مئات الآلاف النسخ فى رمضان، ويباع الكتاب بستين جنيهاً، أما التيار السلفى المتشدد فيلوذون برجال من الأنس، أشهرهم «عائض القرنى» صاحب كتاب «لا تحزن»، المتصدر مبيعات الكتب الدينية منذ 4 سنوات حتى الآن، إذ بلغ مبيعات الكتاب 3 ملايين نسخة، منها نصف مليون نسخة فى شهر رمضان، سعر النسخة 03 جنيهاً، وبالطبع هناك «مشايخ» من الدول العربية يبيعون خطبهم وكتبهم فى مصر - الأعلى كثافة سكانية - بغية تحقيق أرباح هائلة، منهم د.محمد العوضى، د.طارق سويدان، الشيخ النابلسى، وهم يركزون على القيم الدينية وربطها بالتنمية البشرية. ولأن لله فى خلقه شئون، فلا تزال خطب الشيخ عبدالحميد كشك تحتل مساحة واسعة من المبيعات، سواء كانت فى كتب أو اسطوانات مدمجة، وبالطبع لا يخلو الأمر من نكات كان يلقيها الشيخ الضرير في خطبه المسموعة، والتى كانت «تحريضية» ضد نظام عبدالناصر ثم السادات، ثم يتبع هذه «الإفيهات» بمواعظ تبكى العيون! علماء الأزهر لهم نصيب من «وليمة» رمضان، فيرفعون أسعار استضافتهم بالبرامج الدينية فى الفضائيات، إذ يشرحون فوائد الصوم ومبطلاته وكيفية تحصيل أكبر قدر من الحسنات بإطعام الفقير ورعايته باعتبار رمضان شهر الرحمة والغفران، اللهم لا حسد! فى ليالى رمضان تزداد الروحانيات ويزداد معها سوق المشايخ والمقرئين رواجاً، ويتحول الدعاة فى ذلك الشهر إلى نجوم يتقاضون أرقاماً فلكية نظير الصلاة فى المسجد والدعاء بالمصلين، ففى الريف تصل فاتورة الشيخ إلى 003 جنيه فى كل ليلة، بينما فى القاهرة الوضع مختلف تماما حيث تبدأ الفاتورة من 01 آلاف لتصل إلى 001 ألف جنيه لليلة الواحدة.