تحتل عمليات التأمين بالمطارات المرتبة الأولى في قائمة الأولويات لدى المسئولين بمختلف دول العالم، في سبيل تحقيق أعلى مستويات الأمن والأمان لرحلات الطيران لمختلف شركات الطيران التي تقلع وتهبط من مطاراتها. ويحرص المسئولون بكل المطارات على دعم عمليات التأمين سواء من خلال كوادر بشرية يتم تدريبها على أعلى مستوى طبقًا لمتطلبات المنظمة الدولية للطيران المدني ( الأيكاو) والمنظمة الدولية للنقل الجوي ( الأياتا) ومن وقت لآخر تفاجأ المنظمات والهيئات العالمية المطارات والتفتيش عليها والخروج ببعض الملاحظات وإرسالها لسلطة الطيران المدني التي تتبعها تلك المطارات لاتخاذ الإجراءات لتلافي الملاحظات التي تم رصدها، ومن حق أي دولة أن تمنع رحلات لشركة طيران بالهبوط في مطاراتها حال الوقوف على أخطاء في إجراءات أمنية من الممكن أن تترتب عليها عواقب وخيمة. الإجراءات الأمنية بالمطارات تشمل الركاب وأمتعتهم أثناء سفرهم للخارج وأيضًا العاملين بمختلف الجهات، الذين يحق لهم دخول الدائرة الجمركية سواء داخل صالات المطار أو داخل المهبط. وحسب تعليمات "الأيكاو" لا يحق لأي فرد الوجود داخل صالات الركاب دون وضع التصريح الجمركي على صدره في مكان بارز وبالنسبة للمترددين على المهبط نفس الحال إضافة إلى ارتدائه الجاكت الفوسفوري. وفي كل كارثة جوية تشير علامات الاتهام لحقائب وأمتعة الركاب والبضائع التي يتم شحنها على متن رحلة الطيران التي تحطمت طائراتها وتبدأ على الفور عمليات البحث والتحري عن هوية العاملين الذين تم تعاملهم مع الحقائب والأمتعة التي تم شحنها بمخزن الطائرة للوصول إلى حل لغز وجود عبوة ناسفة داخل مخزن الحقائب أدى إلى انفجار الطائرة في الجو. كما أن الإجراءات الأمنية التي تتبع في رحلة الطيران لحظة وصول الراكب وأمتعته للمطار والتي تبدأ منذ دخوله الدائرة الجمركية حيث يخضع الراكب للتفتيش من خلال أجهزة الكشف وأيضًا التفتيش الذاتي ولا يسمح له بدخول الدائرة الجمركية إلا بعد الاطمئنان من سلامة التأمين له ولحقائبه التي يتم تفتيشها من قبل رجال الأمن بواسطة أجهزة الكشف بالأشعة وهي تعد المرحلة الأولى للتفتيش يليها توجه الراكب بصحبة أمتعته إلى "كاونتر" شركة الطيران المسافر على طائراتها. بعد إنهاء إجراءات سفر الراكب يتم وضع حقائب الرحلة ب"كود خاص" على سير الحقائب للوصول إلى منطقة الفرز لإعادة تفتيشها مرة أخرى من خلال أجهزة الكشف عن المفرقعات، وبعد التأكد من سلامتها يتم وضعها على عربات نقل الحقائب المسئولة عن وضعها داخل مخزن الطائرة، ومن المفترض تأمين الحقائب والأمتعة منذ خروجها من مبنى المطار حتى وصولها إلى الطائرة وتخزينها بواسطة موظفي الخدمات الأرضية. ووفقا لكل ما سبق فإنه حال وقوع كارثة جوية تشير الاتهامات على الفور إلى العاملين بالخدمة الأرضية أو العاملين مع الطائرة بشكل مباشر أثناء وجودها بالمهبط وذلك لبراءة العاملين بصالات السفر، الذين ينحصر دورهم في تأمين الركاب وحقائبهم ثم تأتي مهمة العاملين بالخدمات الأرضية. وهنا يبقى لغز الحقائب والأمتعة والبضائع المصدرة قائمًا لحين إعلان لجنة التحقيق النتائج التي توصلت لها في الحادث والتي كانت وراء سقوط الطائرة وأيا ما كان فإن سلطات مطار "شارل ديجول" تقع عليها مسئولية في حادث الطائرة المصرية لأنها المسئولة عن عملية التأمين من بداية دخول الركاب وأمتعتهم وحتى إقلاع رحلة الطيران لأن الدولة التي تقلع الطائرة من مطارها هي المسئولة عن إجراءات التأمين سواء للراكب أو الحقائب والأمتعة وأيضًا جسم الطائرة.