علقت مها عفت مقررة لجنة أهالي شهداء ومصابي محرقة قصر ثقافة بني سويف عام 2005، على واقعة إيقاف محافظ بنى سويف المهندس شريف حبيب جميع أنشطة القصر بداعي عدم توافر معظم اشتراطات أمن الحريق بالمبنى بحسب ما جاء في بيان المحافظة. وقالت إن إغلاق القصر يعد بمثابة الكارثة التي يجب الوقوف عندها كثيرا، مؤكدة أن وزارة الثقافة هي المسئول الأول عن هذه الواقعة وتتحملها كاملة. وأوضحت عفت أن ما شهده قصر ثقافة بني سويف من عدم وجود شروط للحماية المدنية، يأكد على أن القائمين على الشأن الثقافي المصري غير متخصصين ولا يعوا الطرق الأمثل للنهوض بالثقافة المصرية والتي تمثل قصور الثقافة الركن الأهم فيها. وأضافت أن ما تعانيه قصور الثقافة المصرية من حالة متردية، يرجع لعدم وجود اهتمام واضح من قبل الوزارة والمسئولين ينعكس على هذه المؤسسات برغم الميزانيات الكبيرة المخصصة لتطويرها من قبل الدول، فذلك يعد إهدار واضحا للمال العام على حد وصفها. وأكدت أن الإهمال والفساد يسيطر على قصور الثقافة بشكل عام ولا يقتصر على أحد بما فيها القصور الكبيرة التي أنفق على تطويرها، كما تساءلت عن دور الشئون الهندسية بوزارة الثقافة تجاة المنشآت الثقافية المختلفة والتي تشهد ضعفا واضحا في الإمكانات خاصة الحماية المدنية، والتي بشأنها وضع ضوابط لها. ولفتت عفت في حديث خاص ب«فيتو» إلى أن المحافظ كان عليه أن يبلغ وزارة الثقافة قبل اتخاذ قرار تعطيل الأنشطة، ووضع الأمر أمامه وإعطائه فرصة للتحرك والتعامل مع الأزمة، مستنكرة ما تضعه وزارة الداخلية من شروط تعسفية للحماية المدنية على حد قولها. وطالبت وزير الثقافة بسرعة التحرك واتخاذ الإجراءات اللازمة تجاه المقصرين ومحاسبتهم، إذا أراد أن يضع حدا لما يحدث في قصور الثقافة من كوارث وفساد. جدير بالذكر أن محافظة بنى سويف ذكرت في أسباب إيقاف الأنشطة الثقافية داخل القصر، أن هذا الإجراء جاء في إطار الحرص على أمن وسلامة القائمين على الأنشطة التي تقام بالقصر والمواطنين المترددين عليه، خاصة مع دخول الإجازة الصيفية والتي تشهد تزايدا في الأنشطة والفعاليات التي تقام بقصر ثقافة بني سويف. وكان المحافظ قد زار قصر الثقافة أكثر من مرة، آخرها حضوره لاحتفالية ختام مهرجان الهند على ضفاف النيل، حيث لاحظ عدم وجود أجهزة إنذار الحريق في أماكنها، فضلا عن بعض الملاحظات الأخرى التي تتعلق بأمن المبنى، وعلى الفور كلف إدارة الحماية المدنية بمراجعة اشتراطات أمن الحريق بالمبنى والتي أوصت بإيقاف أنشطته لحين توافر اشتراطات أمن الحريق وإجراء الصيانة اللازمة لها. يذكر أن قصر ثقافة بني سويف، كان قد شهد أكبر كارثة فنية في الخامس من سبتمبر 2005، أثناء أحد العروض المسرحية بمناسبة مهرجان الأقاليم، حيث اشتعل حريق بالمسرح الكبير ونتج عنه مصرع 50 من المبدعين المشاركين في المهرجان وإصابة 20 آخرين.