مجرد أن تشعر بالخطأ وأنك أذنبت فى حق دينك ووطنك وفى حق نفسك وضميرك، فهذا عظيم فى حد ذاته، لكنه ليس بكاف! لا يكفى أن تشعر ولا تصحح الخطأ أو أن تتردد عن التصريح بما تراه صحيحا، إن التطهر يجب أن يكون كاملا مكملا، نعم تأمل معى قول الله تعالى فى سورة البقرة، (إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ )، التواب هو صيغة مبالغة من التائب وهو لغويا العائد لله بعد ذنب عظيم وشرط قبوله الندم على ما إقترفه من آثام ثم عدم العودة. لقد مزج الله بين التوبة و التطهر لمقصد عظيم وهو إصلاح ما أفسده الإنسان بقدر استطاعته، لا يقصد به فقط التطهر من الرجس أو الجنابة المادية الظاهرة فقط، بل إن المقصد الأعظم هنا هو التطهر مما أفسدت به فى الأرض من ظلم وضلال وإضلال للغير ونفاق وقول زور وغيره من الموبقات التى تورد الناس المهالك. لذا أقول للشيخ حسان، الذى يحاول الآن أن يكفر عن ذنوبه فى حق الوطن، شكرا يا ....... لا أدرى بأيهم أكمل، شكرا أيها الإعلامى المؤثر، أو السياسيى الشهير أو الواعظ الأشهر فى مصر والعالم العربى! الشكر أولا لاستيقاظ ضميرك الذى جعلك تفيق من أوحال السياسة التى لست بأهل لها، ولا تتقنها كالإعلام الممزوج بالوعظ الدينى وليست الدعوة التى يجب أن تكون لغير المسلمين فى بلاد الله الواسعة فى أدغال أفريقيا ومجاهل آسيا لتكون لله وليست لبريق الفضائيات ونقودها!. ولكن فلنعش الواقع فأنت فى نظر الكثير الداعية الربانى الأشهر والذى نجح فى كل العصور فى مد جسور الود والمصالح مع الحاكم أيا كان نظامه، فأيام مبارك كنت تشد على يديه وتبارك خطواته حتى وهو يحاصر غزة التى يزايد بها كل آفاق الآن، ساندته حتى تنحيه ثم أصبحت الداعى الرئيسى للمجلس العسكرى من فوق أطهر بقاع الأرض فى عرفات، ثم إذا بك تصعد سقوطا منصة بائسة أمام جامعة القاهرة تناصر فيها استبداد الرئيس بالإعلان الدستورى سيئ السمعة ولم تكتفِ بذلك بل صرحت بأن تباشير الإسلام تبدو الآن، ... يا الله، لم ترَها مع قدوم ابن العاص ولا صلاح الدين ولا حتى نصر رمضان أكتوبر ورأيتها مع شيعة مرسى وحلفائه! و الآن أراك سيدى تخرج علينا لتؤكد اعتزالك السياسة وتفرغك للعمل الدعوى! وتلمح بأن نظام الجماعة فاشل ومهدر للحقوق وأن ساداته أصدقاء الأمس لك، لم يتعظوا من عصر مبارك! الآن فقط أدركت هذا ثم تلمح ولا تصرح، قلها يا رجل وتطهر عسى الله أن يغفر لك ويقبل توبتك، قلها يا رجل واعلنها بملء فيك أننا نحيا عصر فساد كامل وليكن الله حسبك، قلها متذكراً أن النار تُسعر أولا بالعالم الساكت على الحق وهو شيطان أخرس، انطق بالحق قبل أن تنطق به صحائفك يوم يكون الملك لله وحده وليس لمرسى أو بديع أو شاطرهم.