نشأ التنظيم السري للمختلين عقليا في أحضان جهاز أمن الدولة المنحل , وكانت الأوامر تصدر له من مقر وزارة الداخلية في لاظوغلي تحت سمع وبصر وأوامر اللواء المحبوس حاليا حبيب العادلي وزير الداخلية الأسبق.. وقد شهدت السنوات الأخيرة في نظام الرئيس المخلوع حسني مبارك نشاطا غير عادى لأفراد هذا التنظيم لدرجة جعلت الشعب المصري عقب وقوع الكارثة يتوقع عناوين الصحف القومية في اليوم التالي وهي «مختل عقلياً يقتل أو يذبح أو يفجر» حسب نوعية الحدث وحسب المستهدف منه . في 26أكتوبر1993، الساعة العاشرة والنصف صباحا أمام فندق سميراميس القاهرة لقى أربعة من أبرز رجال القانون فى العالم مصرعهم وهم"فرنان بولان"عميد كلية الحقوق بجامعة مارسيليا ،"كيب هوفمان وروبرت لويس مور"محاميان أمريكان و"لويجى راجا"قاض إيطالى، أثناء المؤتمر السادس للجمعية المصرية للقانون الجنائى. وقبل مرور نصف ساعة على وقوع الحادث وقبل أن تأتى سيارة الإسعاف أعلنت وزارة الداخلية أن الفاعل"مختل عقليا" وذلك طبقا لشهادة طبية رسمية صادرة من وزارة الدفاع تفيد بأن الجاني مجند بالقوات المسلحة وخرج من الخدمة لأنه مختل عقليا.وقد تزامن الحادث مع تصريحات الرئيس مبارك أثناء رحلته إلى أمريكا عن تراجع الارهاب ومطالبته بضرورة تمديد قانون الطوارئ!! ولتشهد محافظة أسيوط نفس السيناريو"حادث إرهابى" قبل زيارة مبارك لها فى 1992. ويأتى الاعتداء الارهابى على أتوبيس سياحى بميدان التحريرفى1997 وتخرج علينا الداخلية فى أقل من نفس النصف ساعة من وقوع الحادث لتؤكد أن مرتكب الحادث مختل أيضا. وتشهد الاسكندرية عام الحزن فى 2006 حيث استهدفها المختلون عقليا فى واقعتين الأولى في حادث الاعتداء على المصلين في الكنائس الثلاثة (الحضرة،القديسين مارمرقس والأنبا بطرس) أثناء الاحتفال بالعيد المجيد ثم اقتحام الهيرقل الثانى لكنيسة بالقرب من منطقة محرم بك وتعديه على حراس الكنيسة لتتحول الواقعة إلى معركة حامية بين المسلمين والأقباط ويشتعل فتيل الفتنة فى مارس من نفس العام. وتعلن وزارة الداخلية فى تمهل أن المتهم هو"هذا المختل عقليا" ومستبعد من الخدمة بالأمن المركزى. وتتوغل يد المختل عقليا فى قلب الوطن وتتوالى الجرائم البشعة التى تقشعر لها الأبدان عندما وقعت حادثة بني مزار بالمنيا 2005 والتى راح ضحيتها عشرة أشخاص مثُل الجانى بجثثهم وقطع أعضاءهم بحرفية شديدة من الصعب تصديق أن هذا المختل يملك أنامل جراح ولديه قدرة عشرة رجال فى آن واحد ليرتكب تللك المجزرة فى وقت قياسى لا يتعدى نفس النصف ساعة "بعدها تكشف فيها وزارة الداخلية عن هوية المتهم" المختل كالعادة. وتتوالى ضحايا المختل عقليا ليشهد بداية عام 2011 حادثة غريبة من غرائب فتيل الفتنة الطائفية بحدوث انفجار بكنيسة القديسين بالاسكندرية أثناء الاحتفال بقداس العام الجديد ويفقد المختل عقليا صوابه داخل إحدى عربات قطار سمالوط بمحافظة المنيا،حيث قام المختل عقليا بإطلاق النار على ركاب القطار ليقتل مسيحيا ويصيب سبعة آخرين.وأسرعت المصادر الأمنية تقول إن المتهم في حادث إطلاق النار «مختل عقلياً» طبقاً لشهادة شقيقه . الغريبة أن وزارة الداخلية لم تبذل قصاري جهدها للكشف عن مدى صحة جنودها العقلية . الغريب أن القاسم المشترك في الحوادث التي شهدتها مصر وأثارت الرأي العام كانت تحمل تقاريرها الجنائية ثلاثة أمور هي " مختل عقلياً " " نصف ساعة " " عسكري أمن مركزي " .. لينتهي الحكم بالدخول في " عنبر 9 خطرين " بمستشفي الأمراض العقلية بالعباسية .