-المذيع: عموم حيوانات المحروسة، كل عام وأنتم بخير بمناسبة حلول شهر رمضان الكريم وفى حلقات هذا الشهر، سوف نبحر بعيداً عن صفاف السياسة وأسلاكها الشائكة وفى حلقة الليلة من «الغيط غيطك»، سوف نناقش الحلقات الأولى من المسلسلات الرمضانية، بعيون الناقدة الفنية «بغلة هانم الحمار»، والناقد الشاب« الجحش الأسود». فى البداية، اسأل «بغلة هانم» عن تقييمها لما شاهدته من حلقات هذه المسلسلات. - «بغلة هانم»: بالفعل شاهدت معظم الحلقات الأولى من مسلسلات رمضان، ولكن الملاحظة الأبرز، هى حشد أكبر عدد من العبارات النابية والخادشة بلا أى مبرر درامى. المذيع: وما أسماء تلك المسلسلات؟ «بغلة هانم»: ليست قليلة، ولكن أذكر منها :«مع سبق الأسرار» «رقم مجهول» و«البلطجى». المذيع: وماط بيعة هذه المشاهد؟ «بغلة هانم»: عبارة عن حوارات متخمة بألفاظ خارجة، نحن الحيوانات - نخجل منها ، ولا نرددها فى حواراتنا، وليست أكبر من مجرد حشو لا طائل فنيا من ورائها. المذيع: هل تريدين تفعيلا أكبر لدور الرقابة على هذه الأعمال؟ «بغلة هانم» الأهم من دور الرقابة، هو ألا يكتب المؤلفون مثل هذه المشاهد غير اللائقة، والتى ليس لها علاقة بالفن، فإذا تم مواجهة هذه الظاهرة من المنبع فإن ذلك سوف يكون خطوة أولى على طريق تنقية الفن المصرى من الشوآئب التى علقت به فى السنوات الأخيرة. المذيع: انتقل الناقد «الجحش الأسود»، لأسأله عن رأيه فيما ذهبت إلىه زميلته؟ «الجحش الأسود»: آنا متفق تماما مع أستاذتى «بغلة هانم»، فالافاظ الخادشة للحياة والعبارات ذات الايحاء الجنسى أصبحت سمة فى معظم أعمالكم الفنية، وهى ظاهرة لافتة فى مسلسلات هذا العام، ولا أدرى كيف تمت إجازتها على هذا النحو، ما يعكس فقر خيال مؤلفيها وتدنى أذواقهم الفنية. المذيع: لكن البعض لا يرى حرجا فى ذلك ويقولون إن الفن يجب أن يضاهى الواقع؟ «الجحش الأسود»: هذا قول قول حق يراد به باطل، فمضاهاة الواقع تكون فى تجسيد مشاكله وأزماته بشكل فنى بديع، أما الاعتقاد بأن نقل الواقع هو نقل حرفى من خلال الز بهذه العبارات والألفاظ الخارجة فهذا اتقاد خاطئ، ومني فعلونه يقدمون فنا هابطا ويروجون لانفلات أخلاقى لا علاقة له بالفن. المذيع: وأنتم معشر الحيوانات كيف تتعاملون مع هذه النوعية من المسلسلات؟ «آلجحش الأسود»: نقاطعها وندعو إلى مقاطعتها، ولا نعلن من خلالها. المذيع: وهل هذا الموقف أخلاقى بحت؟ «الجحش الأسود»: بالتأكيد ، فضمائرنا هى التى ترسم لنا الطريق، فلسنا مثلكم نسأل غيرنا من الجهال وأدعياء الحقيقة، النصيحة، فأين ذهبت عقولكم أيها البشر؟!