يهل علينا غدا ضيف عزيز على قلوب كل المصريين أجمع. أحب مصر وأحبه المصريون. وفي زيارة تاريخية في إطار علاقات أخوية منذ مئات السنين بدأها الملك المؤسس عبد العزيز آل سعود مرورا بكل ملوك المملكة انتهاء بضيف المصريين غدا خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود. ولمن لا يعلم أو يجهل فإن المملكة العربية السعودية وآل سعود من أعظم الدول والأسر الحاكمة الكريمة التي خدمت قضايا أمتها العربية والإسلامية وأكثرها محبة لمصر. وهذا الأمر ثابت تاريخيا وظهر ذلك جليا في كثير من الأحداث التي تعرضت مصر للحظات صعبة فارقة في تاريخها ومنها حرب أكتوبر المجيدة وموقف المغفور له جلالة الملك فيصل ووقف تمويل البترول للدول الأوروبية وقطع موارد الطاقة عن القارة الأوروبية ووصل الأمر لتعطل الموانئ والمطارات وصولا للظلمة الكاملة لأوروبا. ثم جاء دور المغفور له جلالة الملك عبدالله بن عبدالعزيز في محنة 30/6 وهي المحنة الأعظم والأصعب في تاريخ مصر الحديث بعد عزل الرئيس الأسبق محمد مرسي. وهم يومها العالم أجمع بالتدخل العسكري في مصر وتدمير ما تبقى من دولة اسمها مصر وتدمير الجيش وكانت الذريعة يومها موجودة وفرصة لن تتكرر للغرب وأمريكا للتخلص والتخليص على مصر وكان الموقف التاريخي للملكة العربية السعودية حكومة وشعبا وملكا ببيان تاريخي يرفضون فيه المساس بمصر وجيشها وقال يومها جلالة الملك عبدالله بن عبدالعزيز إن المملكة على أتم استعداد لتعويض شقيقتها مصر بكافة الموارد والاحتياجات لو قرر الغرب فرض حصار اقتصادي أو سياسي على مصر وقد كان وقامت المملكة بتقديم العون لمصر بأكثر من 30 مليار دولار وكافة مشتقات البترول والمواد الأساسية التي تحتاجها مصر. ثم بدأت المملكة بثقلها القوى في خوض أشرس المعارك الدبلوماسية لحجب ووقف كل القرارات التي كان يعد لها المجتمع الدولي بزعامة المغفور له الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية وكيف أن الرجل كان يتحرك بطائرة المملكة لتجوب أنحاء القارة الأوروبية من فرنسا إلى ألمانيا مرورا بإيطاليا وروسيا وانتهاء بأمريكا رافضا وضاغطا ومهددا بقوة وجبروت السعودي الاقتصادي بسحب الاستثمارات الخليجية والعربية قائلا يومها لن نسمح بسقوط مصر مهما حدث. يأتي إلينا جلالة الملك سلمان بن عبد العزيز في زيارة (لعمود الخيمة مصر) وهو المحب والعاشق لمصر والذي خاض مع الجيش المصري الباسل متطوعا في صفوف الجيش عام 1956. فمصر في قلب "الملك سلمان".. فالتاريخ يشهد أن العاهل السعودى تطوع وأخواه فهد وترك في جيش المجاهدين السعوديين للدفاع عن مصر ضد العدوان الثلاثى.. وترأس لجنة التبرع لدعم منكوبى السويس عام 1956. المملكة العربية السعودية ومصر هما العماد الرئيسي للأمة العربية. فقد يختلفان في وجهات النظر لكن الاتفاق على المحبن والاحترام المتبادل هو أساس العلاقات بين البلدين. على الجانب الآخر تشهد الزيارة توقيع بعض الاتفاقيات الاقتصادية والتنموية بين الدولتين للاستثمار وتمويل المشروعات الاستثمارية في مصر بهدف دفع الاقتصاد المصرى لزيادة معدلات النمو بما تتطلبه المرحلة القادمة. وأخيرا رسالة إلى الإخوة المستثمرين السعوديين.. مصر هي عمود الخمية وهي قبلة للعرب أجمع.. نحن لا نريد ودائع ولا نريد مساعدات بل نريد استثمارا حقيقيا فمصر أفضل من الجميع والدولة مستقرة والجميع في خدمة المستثمرين وأولهم رئيس البلاد الرئيس عبد الفتاح السيسي. ونحن في خدمة جميع المستثمرين ونسعى معكم لبناء مصر الحديثة كما تسعون أنتم في محبة وود لدعم الشقيقة الكبرى مصر. نقول لكم ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين ومصر بلدكم وعليكم دعم عمود الخيمة بالاستثمار المباشر وطويل الأجل ونحن نرحب بجميع أهل المملكة وعلي رأسهم كبير المملكة جلالة الملك سلمان بن عبد العزيز.