أرسل منسق الندوات الأدبية بساقية الصاوي، الشاعر أحمد عبد الجواد، رسالة إلى الرئيس محمد مرسى، اليوم الخميس، منتقدًا مواقفه وقراراته، والتي كان آخرها الإعلان الدستوري. وجاء نص الرسالة كالآتي : "السلام على من اتبع هدى الرسول الكريم كما أنزله الله.. أما بعد: فإن الله عز وجل أقر الدين وأقر وحدانيته في قلوب العباد وأظهر ربوبيته في صنائع العباد بالعباد، فقال: ((وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ)).. اعلم يا رئيس البلاد أن دم المواطن في رقبتك سواء كان علمانيًّا أو اشتراكيًّا أو ثوريًّا أو أيًّا ما يكون، لو أن حقن الدماء فى يدك فافعل وإن لم يك كذلك فاهنأ بحساب الله يوم القيامة على ضياع دماء المسلمين، واعلم أنه قال: ذق إنك أنت العزيز الكريم،فلا عزة ولا كرامة لمن ضيع حقًّا من حقوق الناس، واعلم أن آخر وصية الرسول للناس كانت: "أيها الناس اسمعوا قولي فإني لا أدري لعلي لا ألقاكم بعد عامي هذا بهذا الموقف أبدًا، أيها الناس إن أموالكم و دمائكم عليكم حرام إلى إن تلقوا ربكم كحرمة يومكم هذا وحرمة شهركم هذا وستلقون ربكم؛ فيسألكم عن أعمالكم وقد بلّغت". فأين أنت سيدي الرئيس من تطبيق أقوال الرسول في خطبته الأخيرة. ويذكر أن زوجة عمر بن عبد العزيز قالت: "دخلت عليه يومًا، وهو جالس في مصلاه، واضعًا خده على يده، ودموعه تسيل على خديه، فقلت: مالك؟، فقال: "ويحك يا فاطمة، قد وليت من أمر هذه الأمة ما وليت فتفكرت في: الفقير الجائع، والمريض الجائع، والعاري المجهود، واليتيم المكسور، والأرملة الوحيدة، والمظلوم المقهور، والغريب، والأسير، والشيخ الكبير، وذي العيال الكثير والمال القليل، وأشباههم في أقطار الأرض وأطراف البلاد، فعلمت أن ربي عز وجل سيسألني عنهم يوم القيامة، وأن خصمي دونهم محمد صلى الله عليه وسلم، فخشيت أن لا يثبت لي حجة عند خصومته، فرحمت نفسي، فبكيت". فهل ستحقن سيدى دماء المسلمين أم ستلقى الله عز وجل وقد مات هذا وتشوه هذا وحبس هذا لأنهم نزلوا إلى الميدان يطالبون بعدم الديكتاتورية؟ هل أغراك الكرسى والعرش؟ هل ضلك من حولك أم إنهم بطانة صالحة؟. سيدى الرئيس أذكرك: كان يزيد بن حكيم يقول: ما هبت أحدًا قط هيبتي رجلًا ظلمته، وأنا أعلم أن لا ناصر له إلا الله يقول لي: حسبي الله، الله بيني وبينك. ودخل طاووس اليماني على هشام بن عبد الملك فقال له: اتق يوم الأذان، قال هشام: وما يوم الأذان؟ قال: قال الله تعالى: "فأذن مؤذن بينهم أن لعنة الله على الظالمين"، فصعق هشام ، فقال طاووس: هذا ذل الصفة فكيف بذل المعاينة؟. يا رئيس مصر لا تتكلم بالدين بل افعل ما يأمرك به الدين، تعلم أنه قد تحدث مجزرة بانت بشائرها في المحافظات، ولو التقت مسيرتين كبيرتين للرافضين والمؤيدين لإعلانكم الدستوري وهو أمر لا محالة حادث، ستكون العواقب وخيمة، فماذا أنت بفاعل لوقف النزيف؟ والله لو وقفته لكان لك، ولو استمررت لكان عليك في يوم تذهل كل مرضعة عما أرضعت وتضع كل ذات حمل حملها، وترى الناس سكارى وما هم بسكارى ولكن عذاب الله شديد.