كلنا نعلم أن «الزمالك» هو أول ناد رياضى في مصر.. وأنه أول من لعب كرة القدم ثم أصبح بعد ذلك يُلقب باسم نادي «الملك فاروق».. ونعلم أنه هزم فريق «النادي الأهلي» بنتيجة 6 / صفر في أول لقاء جمع بينهما.. كل هذا نعلمه ونشأنا نكرره على غير الحقيقة للأسف الشديد.. يعنى كل ده كلام فاكس لا يمت لأصل الحقيقة بشيء. طبعا حد هيسألنى: إيه الكلام اللى انت بتقوله ده ياعم «أبو طقة»؟!.. وأنا بقى هرد عليكم في الكام سطر اللى جايين فاسمعوا وعوا.. فحقيقة نادي الزمالك التاريخية تم تدوينها في كتاب "أصل التاريخ من مصر للمريخ" الذي عكف والدى على جمعه لمدة 25 سنة أفناها من عمره ثم عكفت أنا من بعده لمدة 25 سنة أخرى لأكمل باقى أجزاء الكتاب، كما أوصانى والدى، وكما شرحت لكم في مقدمة الكتاب التي نشرناها في حلقات سابقة لتدوين تاريخ مصر والعالم الحقيقى وليس الذي تمت كتابته لإرضاء الملوك والرؤساء على مر آلاف السنين. وحقيقة نادي الزمالك التاريخية تؤكد أنه أكثر فريق منى بالهزائم على مر التاريخ وعلى مستوى العالم.. حيث يشير والدى في الصفحة رقم 1216 إلى الصفحة رقم 1370 من الجزء الثالث من كتاب "أصل التاريخ من مصر للمريخ" إلى أن مصر الفرعونية عرفت كرة القدم منذ أكثر من 6500 سنة وليس كما يشاع انها عرفتها سنة 1911 وكما ذكر في كتب التاريخ التي درسناها ويدرسها أبناؤنا في المدارس على غير الحقيقة أن اللعبة دخلت مصر على يد الإنجليز عندما احتلوا مصر. فلقد كان الفراعنة قديما يطاردون العصافير في موسم حصاد القمح.. فيصنعون من الأحجار أشكالا دائرية يلقون بها على العصافير ثم يتنافسون فيما بينهم على الأكثر إصابة للعصافير ويحتفلون به في نهاية اليوم.. وكان من بين أبناء المزارعين طفل يدعى "زمالك عنخ ميدو" كان يعانى من ضعف في زراعه اليمنى؛ ولأن زمالك كان يذهب مع والده للحقل مثله مثل معظم أطفال الفراعنة الذين يعقدون فيما بينهم منافسة خاصة في اصطياد العصافير بكرات الحجارة الكروية الشكل.. فقد عكف يفكر كيف يشارك أقرانه في المنافسة حتى توصل إلى طريقة خاصة به في اصطياد العصافير لفتت أنظار باقى أطفال وشباب الفراعنة وآبائهم على السواء فبينما كان زمالك جالسًا يفكر فإذا به يرى كرة من الجلد في زاوية من المنزل كان يقوم والده بتنشيفها ليصنع منها فيما بعد خيوطا تستخدم في خياطة جثث الممياوات أثناء تحنيطها، حيث كان يضعها في الزيت لمدة أسبوع بعد تنشيفها لتعود مرنة مرة أخرى فأخذ زمالك كرة الجلد الناشف وتحسسها بيده فوجدها ناشفة مثل الحجارة فقال لنفسه متسائلا "أليست هذه الجلدة الناشفة كفيلة بقتل العصافير؟!".. وعندما توصل للإجابة بنعم خرج وحده للغيط وأخذ يرقب العصافير ليقوم باصطيادها.. إلا أنه تذكر أن يده لا تقوى على إلقاء الكرة بقوة تستطيع قتل العصفور فجلس حزينًا وعاد للمنزل ينعي حظه. في اليوم التالى وعند مشاهدته الأطفال وهم في طريقهم للحقل بصحبة آبائهم وقف زمالك حزينًا ورفض أن يذهب مع والده وأخذ ينظر لكرة الجلد ثم التقطها وخرج للشارع وحده يلهو بها بإلقائها لأعلى مستخدما يده الضعيفة ثم التقاطها.. إلا أنه شعر بالملل فركل الكرة بقدمه وكأنه يعنفها ويعنف بخته المائل بكل قوته فوجدها تنطلق أمامه كالصاروخ _طبعا مكانش فيه صواريخ أيام الفراعنة علشان ماحدش يفهم غلط_ ثم اصطدمت في شجرة "الدوم" الموجودة أمام المنزل فأسقطت "دومة" على الأرض ففرح بها زمالك وحاول أن يكرر الحركة مرة ثانية إلا أن الكرة لم ترتفع معه لأعلى كما تصادف من قبل. فراح زمالك يستخدم يده ليرفع بها الكرة إلى أعلى ثم يستقبلها بقدمه أثناء نزولها ويركلها بقوة لترتفع وتسقط الدوم، فرح زمالك كثيرًا بهذه اللعبة ثم جمع الدوم الذي أسقطه وانتظر به الأطفال وهم عائدون من الغيط وأخذ يقذف الكرة أمامهم بقدمه إلى أعلى ويسقط الدوم ويعطيهم ليأكلوه جميعا وسط انبهار منهم بقوة قدم زمالك، الأمر الذي لفت نظر صديقه "أهلاوى توت عنخ رع" الذي قال له "انت ممكن تصطاد بيها عصافير ولكن هذا يتطلب منك أن تكون ماهرا في التنشيل". وفى اليوم الثانى ذهب زمالك وحده إلى الحقل قبل أقرانه من الفراعنة الصغار وآبائهم وأخذ يجرب اصطياد العصافير عن طريق ركل الكرة بقدمه لكنه لم ينجح أيضا.. وعندما رآه أقرانه وسألوه ماذا تفعل هنا فقال لهم أنا ألعب بكرة الجلد.. ثم أخذ يركل الكرة أمامه بقدمه فحاول الأطفال أن يركلوها معه إلا أنه أخذ يراوغهم ويراوغونه بأقدامهم، الأمر الذي اجتذبهم ثم راحوا يكررونه كل يوم حتى توصلوا إلى أن يقسموا أنفسهم إلى فريقين.. فريق يركل الكرة إلى ناحية الجنوب والآخر يركلها إلى ناحية الشمال.. ورويدا رويدا التقط الشباب الفكرة من أقران زمالك الصغار وراحوا يلعبون معهم بكل قوة وظهرت بينهم مهارات جديدة في اللعبة. لكن تجمع الأطفال والشباب حول كرة زمالك في شوارع مدينة "طيبة" أزعج الفراعنة الكبار فراحوا يلقون عليهم المياه في الشوارع لتطفيشهم ويقولون لهم "اللى عايز يلعب يروح يلعب قدام بيتهم". ولأنه لم تكن توجد كرة من الجلد إلا في بيت زمالك لأن والده هو الذي يجمع جلود المدينة ويقوم بتجفيفها فقد لجأ الشباب إلى فكرة أن يجتمعوا في ساحة بعيدة عن منازل الأهالي ليزاولون نشاطهم بلعب كرة الجلد. كان الشباب يلعبون بقوة مما اضطرهم إلى عدم مشاركة الأطفال عدا الطفل زمالك الذي كان يغضب إذا أخرجوه فيأخذ الكرة ويهددهم بالرحيل فيتركونه يلعب معهم مضطرين. وبعد أن ينتهوا يبدأ الأطفال في اللعب ويشاركهم أيضا الأخ زمالك باعتباره صاحب الكرة وإلا سيأخذها ويرحل، الأمر الذي جعل الأطفال والشباب يضيقون به زرعًا فراحوا يفكرون كيف يمتلكون كرة مثل كرة زمالك. كان الطفل "أهلاوى" هو أمهر الأطفال في لعبة كرة الجلد وكان أبوه كاهنا في معبد آمون فحكى له الأمر وطلب منه أن يأمر والد زمالك بصناعة كرة من الجلد تشبه كرة زمالك الأمر الذي حدث بالفعل فراح الأطفال والشباب يلعبون بكرة أهلاوى تارة وبكرة زملكاوى تارة حتى قرروا أن ينقسموا إلى فريقين يتنافسون فيما بينهم أمام الفرعون في احتفالات "يوم الزينة"، وهو العيد الأكبر للفراعنة في ذلك الوقت. كان الفريق الذي يلعب بكرة أهلاوى هم الأكثر مهارة في اللعبة؛ لأن أهلاوى لم يكن يتحكم في الكرة الخاصة به وكان يتركها لهم لوقت طويل بعكس زملكاوى الذي كان دائم التهديد بأخذ الكرة إذا لم يشارك في كل المبارايات _ عيل غلس يعنى_ الأمر الذي جعلهم يفوزون في أول منافسة أمام الفرعون "رمسيس الثانى" إله المصريين الأكبر في ذلك الوقت الذي منح الطفل أهلاوى لقب "إله السعادة" بعد أن حكى له كاهن معبد آمون أن أهلاوى هو الذي طلب منه صناعة كرة من الجلد أسوة بكرة كان يمتلكها الطفل زمالك ويتحكم فيها باستمرار، الأمر الذي جعل رمسيس الثانى ينادى على الطفل زمالك ويطلق عليه لقب "إله الغلاسة" وسط ضحكات جماهير اللعبة من الشعب الذي كان يحتفل بيوم الزينة. استمرت المنافسة بعد ذلك بين الفريقين الذي أصبح اسمهما الأهلي والزمالك فأمر الفرعون بصناعة العديد من كرات الجلد وتشكيل فرق أخرى في جميع مدن طيبة العظيمة وإعداد دورة سنوية يتنافسون خلالها حتى يصعد منهم فريقان هما الأكثر مهارة للنهائى الذي يقام في يوم الزينة كل عام.. وكان فريق الأهلي هو الذي يكسب المباراة كل عام ويكسبها الزمالك كل 11 سنة تقريبًا مرة ثم يعود للهزيمة مرة أخرى حتى وصل عدد هزائم الزمالك أمام الأهلي على مدى 5500 سنة إلى 4700 هزيمة مقابل 800 هزيمة فقط للأهلي حتى توقفت اللعبة منذ 500 عام على يد السلطان سليم خان الأول الشهير ب "سليمان القانونى"، وهو عاشر الخلفاء العثمانيين والذي أمر بتجنيد جميع الشباب وإلغاء كرة القدم ومشاركتهم في التوسعات العثمانية بدلا من اللعب. استمر الخلفاء العثمانيين في إلغاء كرة الجلد حتى جاء الاحتلال الإنجليزى إلى مصر وكان الجنود الإنجليز يلعبون الكرة في فترات الراحة فراح الشباب المصرى يلتقط منهم فنون اللعبة ويشاركونهم في المنافسات وأنشأ الإنجليز أول نادٍ مصرى سنة 1911 وأطلقوا عليه اسم "نادي الزمالك" أسوة بالقصة التاريخية التي كانوا يعلمونها عن طريق مؤرخيهم وبعد رحيل الإنجليز أطلق الملك فاروق اسمه على النادي ثم تم تأسيس "النادي الأهلي" سنة 1907 على يد مجموعة من كبار الشخصيات في مصر اطلقوا عليه هذا الاسم إسوة بفريق الأهلي الفرعونى القديم أيضا ليكون أول نادٍ شعبى أهلي في مصر ينافس أندية السياسيين ونادي الملك فاروق وراح الأهلي يلقنهم دروسًا في فنون كرة القدم استمرت حتى وقتنا هذا وللحديث بقية إن شاء الله. اقرأ كتاب "أصل التاريخ من مصر للمريخ" الجزء الثالث صفحة 1216 حتى صفحة 1379.