لا يستطيع أحد أن ينكر أن حماده إمام نجم الزمالك الأسبق واحدا من رموز النادي وأفضل المواهب الكروية في تاريخ مصر، وحينما تتحدث عن تاريخ الزمالك فهناك أساطير يجب أن تقف أمامها لتدوّن لحظات عمرها وإنجازاتها التي صنعت مجدًا وتاريخًا خاص للقلعة البيضاء، وحين تتحدث عن أحد هؤلاء العظماء يأتي في مقدمتهم الأسطورة التي ستبقى خالدة في أذهان كل من عشق الكيان الأبيض والذي رحل عن عالمنا اليوم عن عمر يناهز 68 عاما بعد صراع طويل مع المرض. حمادة أمام كرويا قدم الكثير والكثير للكرة المصرية بصفة عامة وللزمالك بصفة خاصة ولم يكن لاعبا كرة فقط بل كان رجلا عسكريا وله مواقف عديدة أثرت في حياته بعيدا عن الكرة. النشأة العسكرية نشأ ثعلب الزمالك في أسرة عسكرية منذ صغره وتأثر بها كثيرا وخاصة أنه كان صريحا ولا يعرف التلون ولا اللف ولا الدوران فقد كان والده اللواء يحيى إمام هو حارس مرمى الزمالك ومنتخب مصر في الأربعينيات وأحسن حارس في تاريخ مصر إلا أن حمادة إمام انضم لأشبال الزمالك بالصدفة عندما شاهده الكابتن على شرف مدرب الناشئين بالقلعة البيضاء عام 1957 وضمه لفريق الناشئين تحت 16 سنة، بعد أن كان يقتصر لعبه لكرة القدم أو "الكرة الشراب" في شوارع السيدة زينب حتى أعجب به وسارع بضمه لأشبال الزمالك دون أن يدري أنه نجل يحيى إمام. طائرة المشير بعد أن تدرج حماده أمام في فرق الناشئين يوما بعد الأخر، أثبت أنه لاعبا من العيار الثقيل وانضم بالفعل للفريق الأول، وجاء موسم آخر وكان حماده قد ذهب مع والده إلى فلسطين وفى مسابقة تحت 21 سنة تعادل الأهلي والزمالك في الدور الأول سلبيا وعلى الفور صدرت تعليمات من المشير عبد الحكيم عامر وزير الحربية والزملكاوي الكبير بإرسال طائره خاصة إلى غزة لإحضار حماده إمام يوم المباراة من المطار إلى ملعب الترسانة وأقيمت المباراة وقاد حمادة إمام فريق الزمالك لتحقيق فوز كبير على الأهلي 6\صفر أحرز منها حماده إمام بمفرده خمسة أهداف. ملك المغرب بفضل مستواه العالى ومهارته الفذة داخل الملعب أطلق عليه الناقد الكبير ناصف سليم لقب محمد الخامس نسبة إلى ملك المغرب السابق محمد الخامس واعتز حمادة إمام بهذا اللقب كثيرا. كما أطلق عليه الناقد الرياضي الراحل نجيب المستكاوي لقب الثعلب لمما كان يتميز به من قدرة على الخديعة والحركة في الملعب وبطريقة مشابهة لمكر الثعلب. حرب أكتوبر كان له نصيب من المشاركة في حرب أكتوبر المجيدة وتحقيق النصر واستعادة أرض سيناء وخاصة أنه تخرج من الكلية الحربية وعمل ضابطا بالقوات المسلحة ليكن أحد المشاركين في حرب أكتوبر وأحيل إلى المعاش برتبة عقيد رابطة الجماهير ثبّت حماده أقدامه بالفريق الأول للزمالك من عام 1960 بجوار أساطير الزمالك على محسن ونبيل نصير وسمير قطب وعبده نصحي ورأفت يكن وبدأت البطولات تنهال على الزمالك الذي أصبح النادي الأول جماهيريًا وفنيًا ولأول مرة تتكون رابطة مشجعين باسم اللاعب حيث أسس محمود مهنا عضو الزمالك القديم رابطة باسم حماده إمام بعد أن ذاع صيته وبدأت الجماهير تهتف باسمه في المدرجات.