فى ظل الظروف العصيبة التى يمر بها الإعلام المصرى من تزعرع فى المصداقية وأزمات اقتصادية، حاول سعد عباس رئيس مجلس إدراة شركة صوت القاهرة النهوض بالدرما المصرية ووقف كفارس أمام الغزو التركى والسورى للدرما، وقام بتسويق الأعمال التراثية لدول الخليج لينتعش تليفزيون الخليج بالدرما المصرية الأصيلة، ولإدرار دخل للاتحاد بأكمله فى ظل الخسائر المتوالية التى وصلت إلى حد التهديد بالإفلاس بسبب قلة الموارد المالية التى تواجه الاتحاد بأكمله، ورغم هذا، حورب هذا الرجل حربًا شنعاء لا أساس لها، ووجِّه له اتهام آخر أنه قام بإنتاج عشرة مسلسلات أو أكثر فى ظل هذا الركود وكان رده على هذه التهمة يحمل أرقى مشاعر الإنسانية التى نفتقدها قال: "إنه أراد أن يعطى فرصًا لكل الفنيين البسطاء والعمال، وليس هدفه جنى المال إنما تشغيل أكبر عدد من العمالة البسيطة. ووجه له اتهام أنه قام بتعيين مائة من الشباب الجدد بوكالة الإعلان بالوساطة والمحسوبية قبل الثورة كان بالوكالة بضع أشخاص يتقاضون رواتب خرافية الأرقام قام هذا الرجل الإنسان حقا بالاستغناء عن هؤلاء وتعيين أكبر عدد من شباب الخرجين الجدد، وتجديد دماء المكان وإعطاء فرص للشباب، وبعد كل هذا يتهم بإهدار التراث الدرامى والوساطة وغيرها من التهم الشنيعة حقا لا أقول غير أن هذا الرجل لا بد أن يعرفهم التاريخ. وحاول عباس أن يرتقى بالدراما المصرية ليجعل لها سوقا تنافسيا فى الخليج فى ظل سيطرة الدراما السورية والتركية على المُشاهِد الخليجي وتراجع مكانة الدراما المصرية فى الفترة الأخيرة، فهل من الممكن أن نواجه من يحاول الارتقاء بأعظم ما لدينا من فنون؟ هل نهاجم من يعمل لإنقاذنا من كبوة؟ لا أعتقد أن «عباس» يستحق ذلك، وهو الرجل الذى مرت عليه الصعاب ولم تنل منه أى اتهامات من قبل فخرج نظيف اليدين من كل ذلك. دعونا نساند رجال مصر الشرفاء وندفع بهم إلى القمة لا نحطمهم ولا نزجّ بهم فى قوائم المغرضين السوداء.