اتهامات متبادلة بين «الصحة» و«التنظيم والإدارة» عن ضياع أحلام الخريجين تخبط إداري يحاصره إحباط شبابي، بات هذا حال 30 ألف وظيفة أعلنت عنها وزارة السكان «قبل إلغائها»، والآن ينتظر آلاف الشباب من مختلف المحافظات، كلمة فاصلة من الجهاز المركزي للتنظيم والإدارة ووزارة الصحة؛ لحسم ملفات هؤلاء المتقدمين. مصادر بالمجلس القومي للسكان «وزارة السكان سابقا»، التي أصبحت تحت مظلة وزارة الصحة والسكان، قالت إن هناك حالة من التخبط وعدم وضوح الرؤية بشأن مستقبل الوظائف الحكومية التي سبق وأعلنت عنها «وزارة السكان» قبل إلغائها، خصوصًا أنه بعد انتهاء مدة التقديم للوظائف، أعلنت وزارة المهندس إبراهيم محلب استقالتها، مؤكدة أنه لم تأت تعليمات بشأن مصير ال30 ألف وظيفة. المصادر أكدت في الوقت نفسه، أن المستفيد الوحيد من تلك الوظائف، هم أصحاب السبوبة الذين استغلوا كثرة أعداد الشباب المتقدمين من كل المحافظات، وطبعوا استمارات التقديم للوظائف وباعوها بجنيه للاستمارة، بل كانوا يقفون في الطريق المؤدي إلى ديوان عام الوزارة، رغم أن وضعهم غير قانوني، وحذرت منهم وزيرة السكان «سابقًا»، إلا أن الشباب كانوا يشترون منهم وحققوا آلاف الجنيهات منها. وأوضحت مصادر بالمجلس القومي للسكان، أنه لم يتم حصر أعداد المتقدمين حتى الآن، مشيرة إلى أنه في الأيام الأولى للتقديم كان يتم إعطاء المتقدم رقما بالملف والأوراق التي قدمها، إلا أنه مع كثرة الأعداد المتقدمة وزيادتهم عن الوظائف المطلوبة، أصبح الموظفون يأخذون الأوراق من الشباب دون إعطائهم رقما، ولم يتم حصر الطلبات المقدمة، وتم وضع أوراق الشباب فوق بعضها، مشددة على أنهم في انتظار تعليمات وزير الصحة والسكان الجديد، الذي بدوره أكد أن الأمر في يد الجهاز المركزي للتنظيم والإدارة. من جانبها، قالت «فوزية حنفي - رئيس الجهاز المركزي للتنظيم والإدارة»: إنها تتواصل مع وزير الصحة والسكان الجديد بشأن إلغاء مسابقة وزارة الدولة للسكان من عدمه، التي تم الإعلان عنها مؤخرًا، مضيفة أن إلغاء المسابقة قرار يرجع إلى وزير الصحة والسكان، الذي يرى حاجة الوزارة لدرجات وظيفية جديدة، وأن كل القطاعات يوجد بها خلل. رئيس «المركزي للتنظيم والإدارة» توقعت عدم إلغاء تلك الدرجات الوظيفية بعد توفيرها من قبل الجهاز، مشيرة إلى أن الجهاز مهمته توفير الدرجات الوظيفية، بعد أن تطلب الجهات الإدارية بالدولة حاجتها عن وظائف خالية، وليس للجهاز أي صلة بإلغاء الدرجات من عدمه. وأوضحت أن الجهاز يوفر الدرجات الوظيفية، بعد أن ترسل الجهات الإدارية بالدولة إخطارا للجهاز بعدد الدرجات الوظيفية الخالية التي تحتاجها، مؤكدة أنه حال استمراره سيتم اختيار المعينين حسب قانون الخدمة المدنية الجديد، التي تتمثل في اختيار الأقدم تخرجًا والأعلى تقديرًا، كما سيتم اختيار من يجتاز الاختبارات التي سيتم عقدها لهم الأعلى درجة. من جهة أخرى، قال مصدر مسئول بالجهاز المركزي للتنظيم والإدارة: إنه لن يتم إلغاء مسابقة وزارة الدولة للسكان «سابقًا»، التي تم ضمها إلى وزارة الصحة، مؤكدًا أن عودة «السكان» إلى «الصحة» لن يؤثر على المسابقة، وتم توفير تلك الدرجات من قبل الجهاز. وأضاف أن إعلان «السكان» - قبل إلغائها - حاجتها لوظائف يعني أن بها أماكن شاغرة، ولا بد من تعيين عدد من الخريجين لسد تلك الأماكن الشاغرة، موضحًا أنه لم يحدث من قبل أن تعلن جهة عن حاجتها عن وظائف خالية ثم يتم إلغاؤها. وأشار إلى أن دمج الوزارتين في وزارة واحدة، لا يعني أن المجلس القومي للسكان لا يحتاج موظفين جدد، بل إن هذه المسابقة مستمرة، وتعيين شباب الخريجين لسد أماكن العجز في بعض القطاعات لا يزال موجودًا. وتشمل الوظائف المطلوبة المؤهلات العليا والمتوسطة، وحاملي شهادات محو الأمية، وفقًا للإعلان رقم 1 لسنة 2015، وتضم المؤهلات العليا «باحث شئون تنمية - باحث تخطيط - باحث متابعة وتقييم - أخصائي مشاركة مجتمعية - أخصائي تنظيم أسرة وصحة وطفولة - أخصائي وعي مجتمعي وثقافي - باحث أبحاث سكنية - باحث شئون إدارية - باحث شئون وظيفية - باحث علاقات عامة وإعلام - باحث علاقات دولية - باحث تنظيم وإدارة - أخصائي أمن - أخصائي تدريب - باحث تفتيش مالي وإداري - باحث شئون مالية - باحث شئون قانونية - أخصائي تشغيل حاسبات - أخصائي نظم معلومات». أما الوظائف المطروحة للمؤهلات المتوسطة، فهي «كاتب شئون مالية وإدارية - كاتب سكرتارية ومحفوظات - مدخل بيانات - أمين مخازن - فني تشغيل وصيانة»، وتتضمن الوظائف الحرفية لحاملي شهادات محو الأمية: «كهربائي - سائق سيارات - ميكانيكي سيارات - سباك ثالث - نجار ثالث - كهربائي مساعد - نجار مساعد - سباك مساعد - عامل نظافة».