في وقتنا الراهن أصبح لوسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة بجانب مواقع التواصل الاجتماعي، أهمية قصوي، ودورًا مؤثرًا في حياتنا، ولا نجد أي بيت يخلو من التلفاز، أو وصلات الإنترنت، أو أي وسائل اتصال حديثة. وكثيرًا ما تشعر الأم بالارتياح عندما تدير مؤشر التليفاز لتعرض فيلمًا للرسوم المتحركة يشد انتباه طفلها ويصرفه في أغلب الوقت عن كثرة المطالب والشغب.. ويجلس الطفل مشدودا إلى تلك الحركات الكرتونية التي تتحرك أمام ناظره، في عالم بالنسبة له عجيب، ولعل ما يريح الأم أكثر هو أن أفلام الكرتون، تثير في وليدها حب الفضول، وتشد انتباهه. ويبدأ الطفل عادة في مشاهدة الأفلام والرسوم المتحركة في سن 6 أشهر، وتستمر هذه الهواية إلى أن يبلغ سن الثانية أوالثالثة من عمره، ليصبح حينها متابعًا متحمسًا لهذه البرامج، لتمسي مع مرور الوقت جزءًا أساسيًا من برنامج يومه، وعلى الرغم من أهمية الدور الحيوي والإيجابي الذي تلعبه وسائل الإعلام في المجتمع، إلا أنه على الجانب الآخر يصبح لها العديد من المؤثرات السلبية إذا لم يتم توجيهها بطريقة مثلي، وخاصة على سلوك الأطفال وتصرفاتهم. فقديمًا كانت أفلام «ميكى ماوس» و«توم وجيرى» من أكثر أفلام الكرتون شعبية لدى الأطفال، وربما مازالت هذه الشعبية مستمرة حتى يومنا هذا، وهناك العديد من البرامج والمسلسلات إلكترونية ك«السوبر مان» وغيرها تحوز على رضاء الكثيرين من مختلف الأعمار السنية، والغريب في هذه البرامج أنها في أحيان كثيرة لا تراعي ثقافتنا وعاداتنا، ولا تٌكسب الأطفال أي سلوك إيجابي. وقد يتجاوز الأمر أنها في أحيان أخرى تنمى طابع العنف والسطحية لدى أطفالنا، كما أنها تؤثر على لغة الأطفال وتٌدمر عقولهم، وهذا ما أكدته الجمعية الأمريكية للطب النفسى، وهذه السلبيات تجعلنا نطرح العديد من الأسئلة عن جدوى استمرار عرض هذه البرامج والأفلام؟.. خاصة وأنها أصبحت تمثل مشكلة حقيقة في وقتنا الحالى نظرًا لتزايد أعداد مدمني متابعة هذه البرامج من الأطفال. وإذا تأملنا هذه البرامج من وجهة نظرنا نجد أن المخطئ ممن يقومون بتجسيد سيناريو البرنامج أو الفيلم لايعاقب، وبالتالى يظهر تأثير ذلك على سلوك الطفل الذي ينمو بداخله شعور عدم تحمل مسئولية أفعاله الخاطئة لأنه تيقن من خلال المحتوى المقدم له أن أفعال الشر لا يعاقب فاعلها. لذلك على الأب والأم مراقبة ما يعرض على أطفالهم من هذه الأفلام لاختيار الافضل منها، وهناك مجموعة من النصائح والمقترحات تقلل في حال التمسك بها من الأثر السلبى لهذه الأفلام ومن أهمها: أن على الأسرة مراقبة ما يعرض على الأطفال من محتوى هذه الأفلام، واختيار الأنسب منه. وتحديد أوقات معينة لمشاهدتها، وليس أن يصبح الهاء الطفل بها للتغلب على ما يسببه من شغب للأم حلًا دائمًا، والاهتمام بالنشاط الحركى للطفل، والحرص على اللعب معه، والتحدث معه والإجابة على اسئلته بطريقة منطقية وواضحة، ووضع التليفاز في مكان آخر غير غرفة نومه، ووضع اللعب والمجلات والكتب التعليمية في مكانها بالغرفة، وإخباره أن ما يعرض في التليفاز من أفلام كرتونية ليس له أساس من الصحة، وأنه لا يتماشي مع الواقع.