تعتبر ليلة 15 مارس 1960 نقطة انتقالية فى حياة المشير عبد الحكيم عامر الذى كان يشغل فى ذلك الوقت منصب الرجل الثانى فى حكم مصر.فى تلك الليلة وفى الواحدة صباحًا خرج المشير عامر فى مهمة غير رسمية، وفى نفس الوقت تحركت سيارة النجمة السينمائية برلنتى عبد الحميد فى نفس الاتجاه إلى أحد الشاليهات بالهرم، وكان فى انتظار المشير وبرلنتى بعض أقاربهما وانطلقت الزغاريد بعد كتابة وثيقة الزواج العرفية التى شهد عليها شقيقا المشير حسن ومصطفى بعد أن تم الاتفاق على أن يظل الزواج سريًا غير معلن. وأصبحت الممثلة برلنتى عبد الحميد زوجة المشير عبد الحكيم عامر نائب رئيس الجمهورية والقائد العام للقوات المسلحة المصرية، وفى نفس العام اعتزلت برلنتى الفن والسينما ولم تستطع الصحافة أن تشير من قريب أو بعيد إلى سبب الاعتزال . وعرف الرئيس عبد الناصر بالقصة كاملة بعدها بفترة وكتب فى 20 فبراير67 يقول "قرأ عبد الناصرتقريرًا كان بمثابة الصدمة.. وكان التقرير زواج عامر وبرلنتى وأنهما ينتظران مولودًا جديدًا "وكان شعور ناصر أن عبد الحكيم عامر يجب أن يبتعد عن منصبه ما دام اختار أن يغلب ضعفه الإنسانى على شعوره بالواجب وأن الأمور تقتضى حسمًا . استدعاه عبد الناصر ولم ينف عامر الزواج وأكد للرئيس أن زواجه من برلنتى لن يعلم به أحد وليس فيه رجعة، وبرر المشير موقفه بأنه وجد أخيرًا إنسانة تستطيع أن تفهمه ولم يتمالك نفسه وانهمرت الدموع من عينيه. وعلم عبد الناصر أن المشير تعرف عليها عن طريق مدير المخابرات صلاح نصر، وسأل عبد الناصر مدير المخابرات فقال له "أقسم أنه لاذنب لى فيما تورط فيه عامر فأنا الذى قدمت برلنتى له لكن لم أكن اتصور أن تصل الأمور إلى هذا الحد وتصورت أنه سيفيق بعد وقت قصير لكنه غاص فى ورطته إلى شوشته" ووقعت النكسة فى يونيو 1967 وتبعها انتحار المشير لتنتهى قصة زواج الفن والسلطة برلنتى والمشير.